"ميتاليكا": لم يحن أوان التدمير الذاتي

27 اغسطس 2016
(أعضاء "ميتاليكا"، تصوير: تيو وارغو)
+ الخط -

لا شك أن مجموعة "ميتاليكا" الأميركية هي من بين أبرز أيقونات نمط الهيفي ميتال أو الهارد روك، بل لعلّها الفرقة الوحيدة من بين كبريات فرق هذا الحقل التي حقّقت انتشاراً خارج الدوائر الوهمية التي تفصل بين الأنماط الموسيقية، وذلك بفضل عدد من الأعمال؛ مثل: "نوثينك إلس ماترز" و"ماما سايد" و"أند جاستس فور أول" و"أنفورغيفن"، والتي مزجت ذائقات متعدّدة من دون فقدان النكهة الأصلية للهارد روك.

الفرقة، التي تأسّست سنة 1981 وغابت عن الإنتاج منذ 2008، أعلن قائدها ومؤسّسها جميس هيتفيلد، الأسبوع الماضي، من خلال تغريدة على تويتر، أن الفرقة ستُطلق ألبوماً جديداً هذا العام بعنوان "هاردوايرد.. تو سالف دستراكش"، كما وضع على ذمّة المتابعين فيديو من ثلاث دقائق يتضمّن نموذجاً لما سيُقدّم في الألبوم.

يكسر الخبر جدلاً هامساً اعتبر فيه البعض أن ألبوم "ديث مانيتيك" (2008)، هو آخر ألبومات الفرقة الكاليفورنية، خصوصاً أن متغيّرات عدّة حصلت في السنوات الأخيرة؛ فالأمزجة الموسيقية تغيّرت بطريقة حادّة بفعل التحوّلات التكنولوجية، حتى أن نمط الهارد روك لم يعد له نفس المذاق والتمثُّل في الأذهان من التسعينيات إلى اليوم، ولم تعد الحفلات الكبرى أو صناعة الأقراص المضغوطة وأرقام مبيعاتها ذات معنى في عصر أُلقي فيه كل الفن، من العصر الكلاسيكي إلى منتجات السنوات الأخيرة، في مصهر واحد يُسمّى اليوتيوب.

تنبّؤات النهايات لها أسبابها الموضوعية باعتبار أن أعضاء الفرقة أصبحوا اليوم في الخمسينات من العمر، وأن النمط الموسيقي الذي يقدّمونه يحمل بالأساس خطاباً ثورياً موجّهاً لأعمار ما تحت الثلاثين، وبذلك فإن عودتهم يمكن أن تُقرأ كعودة نوستالجية يخاطبون فيها ذلك الجيل الذي تغيّرت أولويات ذائقته الفنية بالتأكيد، ولكنه يظلّ على حنين دائم إلى من صنعوا موسيقى سنوات شبابه.

ليست هذه المرّة الأولى التي تتأخّر فيها الفرقة عن إصدار ألبوم، فحتى في عز شهرتها ومجدها ظلّت صامتة من 1991 (ألبوم بعنوان "ميتاليكا") إلى 1996، حين أصدرت ألبوم "لود" وأرفقته بعد عام بألبوم "ريلود".

موسيقياً، يبدو الألبوم الجديد قريباً من نمط الهارد الجاف الذي يعتمد على صخب الغيتار الآلي والدرامز والغناء السريع، علماً أن نجاحات الفرقة كانت من خلال مزاوجات بين هذا الصخب ومقاطع في غاية الهدوء. من المقطع المقدّم، تبدو هذه المزاوجة مفقودة، ما يشير ربما إلى عودة للقواعد الأصلية للنمط الذي تشتغل عليه.

ليس متوقّعاً أن يحقّق الألبوم الجديد أرقاماً من قبيل عشرين مليون نسخة كما هو الحال منذ عشرين عاماً، بل لعلّ أفق انتشاره الرئيسي سيكون في يوتيوب تحديداً، هناك حيث يستطيع محبّو الفرقة، القدامى والجدد، وضع الأعمال الجديدة بجانب محتويات الألبومات العشرة السابقة. وبعد ذلك سيتساءلون مرّة أخرى، هل هو الألبوم الأخير؟ وفي حال لم يكن كذلك، بعد كم من السنوات سيظهر هيتفيلد وزملاؤه؟

المساهمون