"صلاة تشرنوبل": ترجمة عربية بعد معركة قضائية

06 يونيو 2016
(تصوير: فاسيلي فيدوسينكو)
+ الخط -
تصدر الترجمة العربية لكِتاب "صلاة تشرنوبل" للأديبة البلاروسية سفيتلانا أليكسييفيتش، الحائزة على جائزة نوبل للآداب عام 2015. الخبر لم يمرّ عابراً، هذه المرة، إذ يأتي بعد دعاوى قضائية حكم فيها لصالح "دار مصر العربية للنشر" ضد "دار طوى" السعودية، والتي نشرت نسخة من دون نيل حقوق ترجمتها من المؤلفة.

أليكسييفيتش، الصحافية الاستقصائية التي انتقلت بمواضيع تحقيقاتها إلى عالم الأدب، ستُعوَّض بمبلغ 783 يورو، فيما سينال الناشر 1600 دولار أميركي، حيث اتخذ "اتحاد الناشرين العرب" قراراً يقضي بتسليم النسخة التي أصدرتها "طوى" من ترجمة ثائر زين الدين وفريد حاتم، ومنعها من التداول، إضافة إلى تغريم الدار.

القضية ليست السابقة الأولى بحق دار النشر السعودية، التي تقدّمت "دار الآداب اللبنانية" بشكوى ضدّها، العام الماضي، لقيامها بسرقة كتاب "قواعد العشق الأربعون" للروائية التركية إليف شافاق، ما أدى إلى إغلاق جناحها في "معرض القاهرة الدولي للكتاب".

رغم ازدحام المكتبة العربية بترجمات لم تحصل على حقوق الملكية الفكرية، إلاّ أن هذه القضية ليست محسومة قانونياً في كل البلدان العربية، بالنظر إلى صعوبة ضبطها وصدور ترجمات ومؤلفات لا تحمل وسم دار نشر عليها، كما أن معارضي حقوق الملكية الفكرية من الناشرين يتذرّعون بارتفاع كلفة أسعار الكتب في حال الالتزام بها.

بانتظار دعاوى قضائية جديدة، سيكون القارئ العربي على موعد مع "صلاة تشرنوبل" عن "مصر العربية" و"مكتبة أطياف" من ترجمة أحمد صلاح الدين، وهو نوع جديد من الكتابة غير التوثيقية بالمعنى المتعارف عليه، بحسب البيان الصحافي الذي أصدره الناشر.

تعود الكاتبة إلى 26 نيسان/ أبريل 1986، يوم وقوع حادث بمفاعل "تشيرنوبل"، الذي يعد الأسوأ في سجل الاخترافات النووية في التاريخ، فقد غطت آثاره المدمرة ثلاثة أرباع أوروبا، ولقي 36 شخصاً مصرعهم، وأصيب أكثر من 2000 على إثر الحادث.

"صلاة تشرنوبل" كان الكتاب الأول الذي نقل أصوات الضحايا، حيث أجرت سفيتلانا أليكسفيتش مقابلات مع 500 ناجٍ وناجية من الانهيار ورجال الإطفاء، ومن تمّ تكليفهم بدفن وجه الأرض الملوّث وإطلاق النار على كل الحيوانات بالمنطقة، وقصصهم التي كشفت عن الخوف والغضب واللايقين المستمر معهم رغم تنظيف آثار الكارثة جيداً لكنها لم تمح من نفوس البشر.


المساهمون