ظلّ يرسم حتى آخر أيام حياته، التي أمضى منها جميل شفيق (1938 – 2016) أكثر من نصف قرنٍ فناناً وشاهداً على عصره من خلال أعماله التي كان ينشرها في المجلات والصحف، حتى رحل خلال مشاركته في "ملتقى الأقصر الدولي للتصوير" الذي تنعقد دورته التاسعة هذه الأيام.
تشكّلت علاقته بالفن منذ أن كان طالباً في الثانوية، كما روى في أكثر من مقابلة صحافية، متأثّراً بحماس وطني تجاه القضايا العربية وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية، فرسم على جدران المدرسة بتوصية من مدرّسيه لوحات تعبّر عن تلك الأجواء، التي بقيت حاضرة لديه في أكثر من معرض له، كان آخرها "من أجل غزة" عام 2009.
اختار الفنان المصري مادة التصوير في دراسته الأكاديمية، حيث تخرّج من كلية الفنون الجميلة" في القاعرة عام 1962، وبدأ الانخراط في المشهد الفني منذ مساهمته في تأسيس "الجماعة التشكيلية المصرية"، وعمله رساماً صحافياً مطلع ستينيات القرن الماضي، كما انضمّ إلى مجموعة "الحرافيش" التي جمعته بنجيب محفوظ وتوفيق صالح وآخرين.
عاد شفيق ليدرس النقد التشكيلي، فحاز شهادة في "التذوّق الفني" من "المعهد العالي للفنون الجميلة" عام 1974، وكرّس جزءاً من عمله الصحافي في متابعة الحركة الفنية المصرية، كما كان فاعلاً في إنشاء عدد من الروابط والجمعيات وله مشاركات عديدة في معارض جماعية، وهي انشغالات ربما أخّرت معرضه الشخصي "أبيض وأسود" في القاهرة حتى عام 1989، وهي ثيمة أساسية لم تغب عن معظم تجاربه المتنوّعة.
ومنذ ذلك الوقت تتالت معارض شفيق التي تنوّعت بين الرسم والنحت والتصوير والغرافيك في عدد من البلدان العربية والأجنبية؛ من بينها: الأردن ولبنان والسعودية وفرنسا ورومانيا.