خُذْ مني هذا الفالس

بين موشَّحات صباح فخري
وإيقاعات محمد عبد الوهاب
يتنقّل فالس ليلتي
ثمة من يُطلق النار من النافذة
ومن يلوِّح بالغرق والحرائق
حتى إن القدس نفسها تنهار
لكنّ الفالس لا يتوقّف
حتّى حين يَسقط قربي عمود تاريخٍ يَحترق
حتى وأَنا ألمحُ صهاينة صغاراً يؤدّون أدوار لصوصٍ يُمثلِّون أنهم صهاينة،
صغار حتى أَني لا أراهم...

خُذْ خُذْ مني هذا الفالس.

***

لا أَستطيع أَن أَشتري أَصحابي من الموت
الموتُ يشتري ولا يبيع.

الحياة قالت لي:
لا تشتر شيئاً من الموت
الموت لا يبيع إلا موتاً
هُم لك إلى الأبد
هُم معك إلى الأبد
أَصحابُك -لو تَعْرِف- هُم الحياة.

***

الأبد لا يعنيني في شيء.
أستيقظ على مقتلةٍ عابرة وأخرج من كابوسٍ مستهلك
علاقتي الوحيدة بالأرض، بشفافية المساء فوق بلادٍ مسروقة
البحر لا أنظر إليه
مثلما الثعلبُ يتجنّب النظر إلى ساقه الجريحة.