تلويحة لمن رحلوا في 2015: نجوم ذهبت مع الليل

05 يناير 2016
(فاطمة المرنيسي، محاضرة في "براميوم إيرازموس فاونديشن")
+ الخط -

لم نكد نستقبل 2015، ملوّحين لما سبقه، حتّى بدأت أيدينا ترتفع ملوّحةً لوداع مجموعة من الكتاب والمثقفين والفنانين الذي رحلوا هذا العام تباعاً. أسماء عربية وأجنبية، من الأدب والسينما والمسرح والتشكيل؛ سيكون للمشهد الثقافي شكل مختلف بعد غيابها.

في مصر، رحلت عدة شخصيات أدبية، أبرزها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي (1936 - 2015) في 23 نيسان/ أبريل، والروائي وكاتب القصة سليمان فياض (1929 - 2015) في 26 شباط/ فبراير، والروائي جمال الغيطاني الذي رحل في 18 تشرين الأول/ أكتوبر عن سبعين عاماً.

أما المفكر المصري الذي يكتب باللغة الإنجليزية إيهاب حسن (1925 - 2015) فرحل في الولايات المتحدة الأميركية في العاشر من أيلول/ سبتمبر.

في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر، رحل الناقد والمترجم والكاتب اليساري خليل كلفت (1941 - 2015) أما الروائي إدوار الخرّاط فرحل عن 89 عاماً في 1 كانون الأول/ ديسمبر. وفي مدينة الرباط المغربية، رحل في 24 أبريل/ نيسان الشاعر السوداني محمد الفيتوري (1936 - 2015).

سينمائياً، رحلت في 17 كانون الثاني/ يناير الممثّلة المصرية فاتن حمامة (1931 - 2015). لم ينتظر عمر الشريف (1932 2015) كثيراً، ليرحل هو الآخر في العاشر من تمّوز/ يوليو الماضي. بعدها بشهر، غادرنا نور الشريف عن 69 عاماً.

لم يمضِ يومان، حتى يرحل علي حسنين عن 76 عاماً؛ لكن ظلّ الخبر هامشياً أمام رحيل الشريف. وقبلها، كان المخرج المسرحي هاني مطاوع (1944 - 2015) قد رحل بهدوء في 30 آب/ أغسطس.

في السينما أيضاً، شهد العام رحيل المخرجة اللبنانية المصرية نبيهة لطفي (1937 - 2015). وفي 17 تشرين الثاني/ نوفمبر وأثناء مشاركته في "مهرجان القاهرة السينمائي"، رحل، عن 62 عاماً، الناقد السينمائي المغربي مصطفى المسناوي.
 
في المنافي التي لجأ إليها العراقيون، غادرت وجوه بارزة، منها الفنان التشكيلي محمد مهر الدين (1938- 2015)، الذي رحل في عمّان يوم 23 نيسان/ أبريل، والمعماري محمّد مكية، الذي غادر عن 100 عام في لندن يوم 19 تموز/ يوليو، والشاعر مؤيّد الراوي، الذي رحل في برلين، يوم التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر، عن 76 عاماً. إضافة إلى الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد (1930 - 2015)، والباحث في أدب الأطفال هادي نعمان الهيتي (1942 - 2015) الذي رحل في أميركا.

في سياق "المنافي"، رحل، أيضاً، التشكيلي السوري عمر حمدي مالفا، في 17 تشرين الأول/ أكتوبر عن 63 عاماً. وفي دمشق، رحل ناظم الجعفري (1918-2015)، أحد رواد الحركية التشكيلية السورية، وشاعر المحكية السوري عمر الفرا (1941- 2015). أما الكاتب العراقي خضير ميري (1964 - 2015) فقد رحل في بغداد يوم 23 كانون الأول/ ديسمبر، كما رحل الممثل العراقي خليل شوقي (1924-2015).

في 21 أيار/ مايو، رحل الباحث والأكاديمي الأردني ناصر الدين الأسد، في عمّان، عن 93 عاماً وحياة حافلة بالبحث الأدبي والإنتاج النقدي وبناء المؤسسات الأكاديمية. وفي العاصمة الأردنية أيضاً، غاب عن الخشبة الممثل المسرحي محمد قبّاني، بعد عشرة أيام من رحيل الأسد، عن 68 عاماً.

وفي الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر، رحل في عمّان أيضاً الشاعر جهاد هديب (1967 - 2015) بعد معاناة مع المرض. وكانت الكاتبة الفلسطينية نجوى قعوار(1923 -2015) قد رحلت في كندا في الخامس من آب/ أغسطس.

مغاربيّاً، كانت الكاتبة الجزائرية آسيا جبار (1936-2015)، والسوسيولوجية والنسوية المغربية فاطمة المرنيسي من أبرز الراحلين هذا العام. رحلت جبار في السادس من شباط/ فبراير، تاركةً أكثر من عشرين عملاً أدبياً تُرجم معظمها إلى لغات كثيرة. وكانت جبار من الأسماء القوية في ترشيحات نوبل للأدب خلال العقد الأخير.

أمّا المرنيسي، التي غادرت يوم 30 تشرين الثاني/ نوفمبر عن 75 عاماً، فهي أحد أبرز الأسماء التي حملت معولها واتجهت صوب الإرث الذكوري، مُستندةً إلى هويتها العربية والإسلامية في تقديم مقولتها حول رؤية هذه الثقافة إلى المرأة، فاصلةً بين السلوك الاجتماعي الذي يَنتج عن طبقيّة المجتمع وتقسيماته المادية، وبين ما احتوته الثقافة العربية من مناهج اجتماعية لم تدركها السلطتان؛ الدينية والرأسمالية.

في الجزائر، رحل المخرجان عمار العسكري وبن عمر بختي، والممثلان فتيحة بربار وسيد أحمد كويرات، كما رحل أيضاً الفنان بوجمعة العنقيس (1927 - 2015)، الذي يمثّل آخر روّاد الأغنية الشعبية في الجزائر، والفنان رابح طالب أحد أسماء الأغنية الأمازيغية.

وكان الفنان المغربي عموري مبارك، أحد رواد الأغنية الأمازيغية الملتزمة، قد سبقه في الرحيل في شباط/ فبراير. كما رحلت أسماء فرنسية ارتبطت بالثورة الجزائرية مثل المخرج رونيه فوتييه والكاتبة جاكلين غرّوج.

في تونس، غادرنا المخرج عز الدين قنون عن 63 عاماً، في 29 آذار/ مارس، كما رحل الكاتب والصحافي محمد الهاشمي الطرودي عن 70 عاماً، والممثل أحمد السنوسي (1940- 2015) والفنان التشكيلي محمود السهيلي (1931-2015).

خارج العالم العربي، غابت مجموعة من الوجوه البارزة؛ اثنان منهما رحلَا في اليوم نفسه؛ 13 نيسان/ أبريل، هما الكاتب الألماني غونتر غراس (1927 - 2015)، والكاتب الأوروغواياني إدواردو غاليانو (1940 - 2015).

كما شهد العام رحيل الكاتب التركي الكردي (1923- 2015) يشار كمال في إسطنبول، والشاعر السويدي توماس ترانسترومر (1931-2015).

أمّا المفكّر الأنغلو إيرلندي بيندكت أندرسون، الذي رحل عن 79 عاماً في أندونيسيا، فعرف من خلال كتابٍ مرجعيّ، هو "الجماعات المُتخيّلة"، الذي وضعه عام 1983. في هذا العمل، كرّس أندرسون جهوده من أجل فهم القومية ومفاهيمها، بهدف تفسير شعور الانتماء إلى جماعة، من خلال طرح أسئلة جذرية: كيف يكوّن الناس اعتقادات الانتماء لديهم، ويصنفون أنفسهم ضمن أمة، ويعيشون على هذا الوضع بكل وفاء؟

كما شهد العام، رحيل مجموعة من الأسماء الفرنسية البارزة في الأدب والفكر، من بينها رينيه جيرار، وآلان جوفروا، ودُنيس روش، وفرانسوا داغونيي، وأندريه غلوكسمان، وجان لاكوتور، وروجي بوردييه، وجان فوتران، وفرانسوا ماسبيرو. إلى جانب الفيلسوف البلجيكي مارك ريشير، والمخرجة الفرنسية من أصل آيسلندي سولفيغ أنسباش (1960-2015) كما رحل المفكر السنغالي عمر سانكاري في داكار عن 65 عاماً.

أما الروائي والمسرحي السويدي هنينغ مانكل (1948 - 2015)، فقد رحل في الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر بعد صراع مع المرض. عرف صاحب السلسلة الروائية البوليسية "كورت فالاندر"، بمناصرته للشعوب في القارة الأفريقية، وبمواقفه المساندة للقضية الفلسطينية حيث سبق لسلطات الاحتلال الإسرائيلي أن اعتقلته ثم أبعدته مع ثمانية سويديين آخرين كانوا على متن "أسطول الحرية" عام 2010.



اقرأ أيضاً: مصر 2015: الحرب على الثقافة لا الإرهاب

دلالات
المساهمون