"المسرح والهجرة": قاربٌ لأبي الفنون

11 يناير 2016
(مشهد من "حمّام بغدادي" لـ جواد الأسدي)
+ الخط -

يبدو أنّ مشاهد الهجرة التي نراها بشكل شبه يومي، تُشبه مشهداً مسرحياً، يشكّل البحر خشبته الأساسية. مشهد تراجيدي، يراوح بين من نجا، وبين من لم يستطع أن يجتاز البحر؛ فقضى غرقاً أثناء هروبه من الحرب.

اتّخذ كثير من المسرحيين العرب، المهاجرين منهم خصوصاً، من هذه المشاهد موضوعاً لأعمالهم. هكذا، خصّصت فصلية المسرح، التي تصدر عن "دائرة الثقافة والإعلام" في الشارقة، عددها الجديد لموضوع "المسرح والهجرة"، في سعيٍ إلى أرشفة هذا الموضوع؛ وتسليط الضوء على اشتغال المسرح على ظاهرة الهجرة في راهننا.

نطالع في العدد قراءةً للمسرحي اللبناني عبيدو باشا، يتساءل فيها عن حضور المسرحيين العرب الذين هاجروا إلى أوروبا في وقت سابق، ومدى تأثيرهم في تلك المجتمعات.

من جانبه، شارك الناقد المصري حسن عطية بدراسة تحت عنوان "الهجرة في المسرح العربي: بدايات وامتدادات"، وقف فيها عند خمسة عروض مسرحية عربية قاربت موضوع الهجرة، في الفترة الممتدة من سبعينيات القرن الماضي حتى الآن.

في دراسته: "جواد الأسدي.. إقامة في التخوم"، يتتبع الناقد الجزائري هشام بن الهاشمي الرؤى الفنية للمخرج العراقي وعلاقتها بتجربة عيشه في المنافي، كما تطرّق، أيضاً، إلى المسرحيين الجزائريين الذين هاجروا إلى فرنسا والتحديات التي واجهتهم.

كما تضمّن محور العدد مواضيع بحثية أخرى حول القضية نفسها، إضافة إلى ترجمات؛ أبرزها ترجمة لدراسة بعنوان "مسرح المهاجرين في فرنسا: تفكيك العزلة"، للباحثة آن لغاليك.

تتقصّى لغاليك في ورقتها تأثير المزاج الثقافي لمرحلة ما بعد الاستعمار على خيارات المسرحيين العرب والأفارقة في باريس فترة الستينيات والسبعينيات.


اقرأ أيضاً: اللاجئ السوري على الخشبة الألمانية: "أهلاً بك" بالمقلوب

المساهمون