مهرجان أدب الشباب: جمهور من الكتّاب

22 يوليو 2015
(غرافيتي لـ ميزا)
+ الخط -

على امتداد ساحة "رياض الفتح"، بحيّ "المدنيّة" في العاصمة الجزائرية، نُصب عددٌ من الخيام، استعداداً لانطلاق المهرجان الدولي للكِتاب وأدب الشباب، الذي تُفتتح فعالياته غداً، وتستمر إلى غاية 26 من تموز/ يوليو الجاري.

تُفتتح الدورة الثامنة من المهرجان بتكريم للروائية الراحلة آسيا جيّار، يبدأ بندوة أدبيّة يُنشّطها كلّ من نجيبة رقيق من تونس وآمال شواطي من الجزائر وجون رووا من فرنسا، يليها عرض فيلم وثائقي عن صاحبة "العطش" وتركيب مقتبس من فيلميها "نوبة نساء جبل شنوة" و"الزردة وأغاني النساء" أنجزه السينمائي أحمد بجاوي.

كما تُكرّم التظاهرة الكاتب الجنوب إفريقي أندري برينك، الذي رحل في يوم رحيل الروائية الجزائرية.

خلال اليوم الأوّل أيضاً، يُفتتح معرض فوتوغرافي يضمّ صوراً لكتّاب جزائريين أحياء، بعدسة المصوّر جيلالي قيس، ينظّمه المهرجان بالشراكة مع مؤسّسة "ميترو الجزائر" في ستٍّ من محطّات ميترو الجزائر العاصمة.

وكما دأب المهرجان على تنظيم ندوات أدبية حول ثيمات مختلفة في كلّ سنة، سيكون موضوع "العودة" الثيمة الرئيسية لدورة هذا العام؛ حيث يستضيف كتّاباً من "العالم الثالث" هاجروا إلى عواصم أوروبا وأميركا، ثمّ عادوا إلى بلدانهم الأصلية، لعرض ومناقشة تجاربهم.

تنظّم التظاهرة عدداً من الندوات الفكرية والأدبية، بمعدّل ندوتين في اليوم، منها ندوة حول "الجوائز الأدبية" بمشاركة الروائي الكويتي سعود السنعوسي (بوكر العربية 2013) والروائي الجزائري واسيني الأعرج (كاتارا 2015) والروائي إسماعيل يبرير (الطيب صالح 2013).

تتناول الندوات الأخرى موضوعات "الأدب واختراق الممنوعات" و"الأدب الجزائري في الوطن العربي" و"أدب المنفى والأدب التجريبي" و"التجديد بين مواكبة الغرب واستلهام التراث".

أمّا جديد هذه السنة، فيتمثّل في استحداث "مقهى أدبي"، يلتقي فيه الكتّاب بالجمهور في نقاش مفتوح، متبوع بتوقيع لأعمالهم الأدبية.

يُشارك في المهرجان ستّون ناشراً، وعدد كبير من الروائيين الجزائريين والعرب والأجانب. ومن الكتّاب العرب التونسي علي بشور والسوداني حمور زيادة واللبناني فادي طفيلي والسورية لينا هويان الحسن والعراقي صالح الحمداني.

انطلق المهرجان، قبل ثماني سنوات، كفضاء موجّه إلى فئة الأطفال والمراهقين، ويُفرد الحيّز الأكبر من فعالياته لكتاب وأدب الشباب. غير أن كثيراً من الكتّاب الشباب لا ينظرون إلى المهرجان بعين الرضا، ويتّهمونه بتهميشهم، قائلين إنه لا يحمل من "أدب وكتاب الشباب" إلاّ الاسم.

يقول الروائيّ الشاب ميلود يبرير، الفائز بإحدى جوائز مسابقة المهرجان للقصّة القصيرة العام الماضي، إن "غالبية الضيوف ليسوا من الشباب، رغم أنه مخصّص لهذه الفئة". مضيفاً "رأينا أسماء تكرّرت خلال ثلاث دورات متتالية، وغالباً ما تكون قريبة من دوائر وزارة الثقافة أو أصدقاء للمنظمين".

وينتقد صاحب "جنوب الملح"، في حديث إلى "العربي الجديد"، توقيت المهرجان، قائلاً إن "ارتفاع درجات الحرارة الموسمية وبدء موسم الاصطياف وتكرار الضيوف والمواضيع، سيكرّس غياب جمهور الثقافة التقليدي، وسيجعل من الندوات أقرب إلى اجتماعات مُغلقة بين الكتّاب".

ويضيف الروائي إنه حضر عدداً من فعاليات الدورات الماضية ولفته أن من يجلس في كراسي الجمهور هم الكتّاب والصحفيون والمنظّمون، متسائلاً: "لمن يوجّه الفعل الثقافي أصلاً؟".

هنا، يدعو يبرير إلى "إعادة تعريف العمل الثقافي وإعادته إلى الشعب والمجتمع المدني"، مؤكّداً أن "وظيفة الأجهزة الرسمية ينبغي أن تقتصر على المتابعة والتأطير وتقديم التسهيلات".

من جهته، يقول المشرف على البرنامج الأدبي في المهرجان، الروائي والمترجم محمد ساري، أن "التظاهرة تحرص على استضافة أسماء أدبيّة نوعية، وكتّاب واظبوا على الكتابة والنشر لسنوات"، مضيفاً أن أغلب الضيوف يشاركون لأوّل مرّة مثل محمد مفلاح وعز الدين جلاوجي وفيصل الأحمر وعبد الوهاب عيساوي واسماعيل يبرير وعاشور فني.

يضيف محمد ساري "النقد هو الرياضة المفضلة عند الجزائريين. هناك من كتب نصّاَ واحداَ ويتصوّر نفسه كاتباَ هامّاً وينتظر دعوته إلى كلّ التظاهرات الثقافية".

المساهمون