"بلال": حكايات عربية للتسويق العالمي

25 ديسمبر 2015
(لقطة من الشريط)
+ الخط -

لم يخفِ كاتب سيناريو فيلم الأنيميشن "بلال"، المنتج الإماراتي أيمن جمال، هدف فيلمه الناطق بالإنجليزية، وأنه لم يستهدف تقديم شخصية الصحابي بلال بن رباح بصبغة دينية، بل يقدم للجمهور الغربي شخصية مسلمة مستمدة من حضارتنا العربية والإسلامية تحمل قيماً إنسانية يحتاجها العالم.

كان الفيلم قد جرى تقديمه ضمن فعاليات "مهرجان دبي السينمائي الدولي" في دورته الـ12، الذي اختتم مؤخراً. الفيلم من إخراج الباكستاني خورام أتش علوي، وأدى أدواره الرئيسية أديوالي أكينوي وإيان ماكشين اللذين أشارا إلى أنهما لم يعرفا شخصية بلال قبل انضمامهما إلى مشروع الفيلم.

وعن سبب اختيار ممثلين أجانب واختيار اللغة الإنجليزية للفيلم، صرّح جمال أن هذا العمل كُتب بداية باللغة الإنجليزية، كما أن "السوق في المنطقة العربية لا يتحمّل لوحده تكاليف إنتاج فيلم تحريك طويل ومحترف"، إضافة إلى أن التسويق العالمي بممثلين أجانب أمر أسهل في ضوء أن الهدف من الفيلم هو الوصول إلى جمهور عالمي، وتحديداً فئة الأطفال والمراهقين.

يروي الفيلم، الذي ضم طاقمه أكثر من 22 جنسية عربية وأجنبية، قصة بلال من الست سنوات وصولاً إلى عقده السادس من العمر، وخلال ذلك يروي قصّة تحوّل نضاله من أجل نيل حريته بعد أن اختطف من قبيلته مع أخته وجرى استعباده.

لا يقدّم الصحابي في الفيلم كشخصية خارقة أو كبطل يمتلك عضلات أسوة بما تقدمه الأفلام الغربية، بل يقدّم نمطاً مختلفاً من البطولة قائمة على الصوت الجميل والكلمة الطيبة والصبر والإصرار.

وكان جمال قد أكد أن أهم ثلاثة استنتاجات خرج بها من تجربته في فيلم "بلال" هي أن العالم العربي مليء بالإمكانيات لكنها تفتقد الفرص المتاحة، إذ توجد مجموعة من الاستديوهات التي تنافس على مستوى عالمي، كما تمتلك المنطقة العربية القصص التي يمكن أن يسمعها للعالم، والاستناج الثالث مفاده أنه أصبح يوجد من يؤمن بصناعة المحتوى العالمي في أفلام التحريك من قضايانا وقصصنا المحلية.

للإشارة، فإن القائمين على الفيلم أكدوا أنه ستكون هناك نسخة خاصة بالجمهور العربي، أي نسخة مدبلجة بالعربية بأصوات من مصر وسورية والخليج العربي، كما أن هناك نوايا لإنتاج أفلام أخرى، منها فيلم عن عباس بن فرناس ومحاولته الطيران.

ولعل دخول العرب إلى هذا الشكل من الإنتاج السينمائي، يحملنا على طرح بعض الأسئلة: ألا تتأثر القصص حين يكون هدفها الجمهور الغربي، وبأي درجة ستكون مختلفة؟



اقرأ أيضاً: قصص الأسرى: سينما خلف ستائر العتمة

دلالات
المساهمون