بيتان أردنيان للشعر.. أين السكّان؟

10 يونيو 2014
أمجد رسمي/ الأردن
+ الخط -

بينما ينتظر "بيت الشعر الأردني" من يطلق عليه "رصاصة الرحمة" بعد عمرٍ دام 14 عاماً راوح فيها بين الحضور والغياب، يستعد "بيت الشعر العربي في الأردن" لإطفاء شمعته الأولى في تموز/ يونيو المقبل، علماً أن القاسم المشترك الأبرز بين البيتين أنهما يقبعان اليوم في حضرة الغياب التام. 

البيت الأول كان انطوى على نفسه، منسحباً من المشهد الثقافي الأردني، والعربي، بعد رحيل مؤسسه الشاعر حبيب الزيودي عنه، قبل عامين تقريباً.

قبل ذلك لم يستطع البيت تقديم شيء مهم على صعيد "السعي لإيجاد مساحة واسعة للتواصل بين الشعراء الأردنيين والعرب، وجعل الأدب بعامة، والشعر بخاصة، في متناول الجمهور، بمختلف مستوياته الثقافية"، بحسب بيان تأسيسه.

أما الثاني فإلى الآن لم يقدم أي فعالية لافتة، رغم أن تأسيسه لم يكن بوصفه "بديلاً لـ"بيت الشعر الأردني"، أو منافسا له، إنما جاء لاعتقاد الرابطة وجمهور الأدباء المثقفين أن هذا البيت فقد وظيفته ولم يعد بيتاً للشعر"، وفقاً لـ "رابطة الكتاب الأردنيين" عند تأسيسها له، واكتفت بذلك القول حتى اللحظة.

هي ازدواجية لا تقف عند حدود الشعر، بل تتجاوزها إلى حدود "الرؤية". فثمة رؤية رسمية، يمثلها البيت الأول، وأخرى "شعبية" يمثلها الثاني؛ والرؤيتان تقتصران على التنظير و"الكلام المعسول". فبينما يزعم البيت الأول أنه يسعى إلى "إيجاد مساحة واسعة للتواصل بين الشعراء الأردنيين والعرب، وجعل الأدب بعامة، والشعر بخاصة، في متناول الجمهور.."؛ يزعم البيت الثاني أنه يسعى إلى "تكريس دور الشعر ووظيفته ورسالته إبداعياً ووطنياً". أما مصداقية سعي البيتين، على أرض الواقع، فلا تتمثل إلا بالفراغ.

ولعل ما يزيد الطين بلة إعلان الرابطة نفسها عن تبنّيها لـ"توجهات حثيثة لتوحيد بيوت الشعر العربية، ووضع آلية لتجميع فعالياتها، ومن المتوقع أن تكون عمّان مركزاً للبيت الذي ينضوي تحت لوائه جميع بيوتات الشعر العربية".

وإذا كان ثمة شعراء أردنيون يهجسون بإمكانية دمج البيتين في بيت واحد، أملاً في تحقيق فعالية أو كفاءة ما على أرض الواقع، فإن آخرين يستبعدون ذلك، في بلد يتضمن هيئتين ثقافيتين أهليتين، تعتقد كل منهما أنها الممثل الشرعي والوحيد للمثقفين الأردنيين: "رابطة الكتاب الأردنيين" و"اتحاد الكتاب والأدباء".

قد تكون ثمة إرادة لجهة ما في المحافظة على هذه "التقسيمة" للمشهد الثقافي في الأردن، ليواصل القيّمون على المشهد برمته استرخاءهم المزمن.


* شاعر من الأردن  

المساهمون