تحت عنوان "ذاكرة البيرو"، يقيم معهد الآثار الإسلامية في الكويت حالياً، معرضاً يضم صوراً يعود تاريخها إلى الفترة ما بين 1890 و1950، حيث يتواصل المعرض حتى 18 من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
المعرض يعود إلى المجتمع البيروفي في نهاية القرن التاسع عشر، وبدايات العشرين، وهو مجتمع مجزأ جغرافياً وثقافياً، وقد جسّد التصوير الفوتوغرافي حين ظهر فيه عنصراً أساسياً لتكوين فكرة الشعور بالانتماء الوطني إلى المجموع كله وليس القبيلة.
قرابة ثمانين صورة باللونين الأسود والأبيض، تلقي الضوء على المجموعات الاجتماعية المتنوعة في تلك الحقبة، والحياة المحلية في البيرو، بما في ذلك المناظر الطبيعية والتقاليد الوطنية والحياة اليومية والعمل.
استخدم المصوّرون البيروفيون الكاميرا لفهم وتفسير بلادهم، ولتعريف كل فئات الوطن البيروفي ومجتمعاته القبلية الصغيرة الممتدة والمعتقدة في جغرافيا الأمازون والغابات المطيرة ببعضهم البعض.
فبفضل هذه الصور-والكثير من الصور المشابهة- بدأت البيرو الكبيرة المساحة، في الظهور كحقيقة كاملة لشعبها. فجرى تصوير العجائب الطبيعية في أراضيها، والمعالم التاريخية العظيمة للتاريخ ما قبل الكولومبي، والتقاليد القديمة، ومشاريع الاقتصاد الرأسمالي المتنامي، والصراعات الاجتماعية.
يتيح معرض "ذاكرة البيرو"، استعادة هذا المشروع الفوتوغرافي التأسيسي الذي قام به مصوّرون بيروفيون رواد من بينهم: ماكس تارغاس، مارتن شامبي، كارلوس وميغيل فارغاس، خوان مانويل، فيجويروا أزنار، سيباستيان رودريغز، وبالدوميرو أليخوس، وكارلوس رونتشي.
يذكر أن المعرض تنقّل خلال الأعوام الماضية بين مدريد وأنقرة والقاهرة وبكين وبانكوك وسيول وطوكيو والرباط ومراكش، ويتناول قضايا تتعلق بتنوّع الأعراق في البلد الذي تسكنه أكثر من 300 إثنية باختلاف عاداتها وتقاليدها وتراثها ولهجاتها.