"النسر يستردّ أجنحته" عنوان المسرحية التي عُرضت مساء أمس الاثنين على خشبة مسرح "قاعة الصداقة" في الخرطوم، للمخرج وليد عمر بابكر، والتي أنتجها "مركز أم درمان الثقافي" و"منطقة صناعة العرض المسرحي"، بدعم من وزارة الثقافة والإعلام السودانية.
يستند العرض إلى نصوص للكاتب السوداني الراحل منّ الله الطاهر من مجموعته القصصة "سردية الملح والجسد"، ويشارك في التمثيل كلّ من حازم الشافعي وآدم علي آدم منقة ورحمة حمدان ومرضية عيسى وندى كفاح وإسراء الدريدري ومنى أسامة وآمنة عبد الله وحامد صديق ومنى الوليد وصديق محمد صديق واقويل شول جمعة وأحمد هارون وفيصل التوم وعمر عثمان.
في حديثه إلى "العربي الجديد"، يقول المخرج إن "العرض يراهن على حقول فنية مجاورة مثل النحت والرقص والغناء والموسيقى والسرد والمكياج والأزياء، والتقاء هذه الأشكال الفن - أدبية في لحظات درامية يمكنه أن يخلق طاقة خلق جمالية فكرية تحقق الحرية التي تسمح للفنان بأن يطلق طاقته التعربية".
ويشير إلى أن "رمزية النسر كطائر يحقق معنى القوة والحلم، بينما يبقى الطائر بأجنحته المفقودة مسخاً أو مارداً سجيناً أو سيداً ذليلاً، ومن هذه الفرضية يحرّك العرض أدواته كلّها في تناسق يشبه حالة الطيران والتحليق، إلا أن نقطة ما بين العودة واللاعودة كما في حالة الجذب أو الفيض عند المتصوّفة. ليخلق سؤال العمل: هل بالإمكان العودة أم لا؟".
ويوضح بابكر أن المسرحية تروي قصّة نحّات انقطع عن النحت ثلاثين عاماً، حيث ابتلعته دوامة الحياة، ثم عاد ليكمل مشروعه، ولكن لم يعد الأمر كما كان ويشعر بخيبة الأمل، ويقرّر العودة إلى الدوامة، إلا أن أعماله الفنية تنهض من أجل تشجيعه للعودة وتمنحه دمها كي يفيق ويعود كالنسر إلى عوالم التحليق".
ويلفت إلى أنه "استخدم الكاكاو لمكياج الممثلين كي يظهروا كتماثيل من الطين، مع استخدام الإضاءة والتكوينات الجسدية المتحرّكة من حالة تمثال إلى رقص، لتصبح الصورة المشهدية مكوّنة من الضوء والزي والممثل كلاعب أساسي في خلق وتصميم السينوغرافيا، إلى جانب الموسيقى والغناء الحيّ الذي يعزّز الصورة المشهدية".