وقفة مع لاهاي عبد الحسين

08 نوفمبر 2021
لاهاي عبد الحسين
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "لو عاد بي الزمن إلى الوراء، لأوليتُ اهتماماً بالقانون والأدب دون التضحية بعلم الاجتماع"، تقول الباحثة والمترجمة العراقية.


■ ما الذي يشغلكِ هذه الأيام؟

- يشغلني التحضير لإصدار الكتاب الثاني نصف السنوي الصادر عن "منتدى الثقافة النسوية" في "الاتحاد العام للأدباء والكتّاب" في العراق. وهو أشبه ما يكون بمجلّةٍ فصليّة تهتمّ بالبحوث والدراسات الأكاديمية، يضمُّ مساهمات كتّاب نوعيّين. نشرنا شروط النشر على صفحة المنتدى وفي عدد من وسائل التواصل الاجتماعي والصحف المحلّية العراقية إلى جانب نشرها في الكتاب الأوّل الذي دفعناه للطبع. نأمل وصول عدد من الدراسات والمقالات النوعية وعدد محدود من التراجم لنشرع في التحرير والتصحيح والتنظيم. الكتاب يهتمّ بشؤون النساء العراقيات في الغالب.


■ ما هو آخر عمل صدر لكِ وما هو عملكِ القادم؟

- غداً أو بعد غد، سأستلم باليد نسخاً من كتابي الذي صدر توّاً عن "دار الشؤون الثقافية" في وزارة الثقافة العراقية، والذي جاء بعنوان، "من الأدب إلى العلم: دراسة في علم اجتماع القصة والرواية العراقية، 1920 - 2020". أمّا عملي القادم، فقد شرعتُ في إعادة كتابة رسالتي للماجستير ككتاب. وهي تُعنى بالعلاقة بين عمل المرأة والتحضُّر في العراق خلال السبعينيات. أعمل أيضاً على مشروع كتابٍ أتناولُ فيه القصّة والرواية النسائية في العراق، أي القصص والروايات التي كُتبت بأقلامٍ نسائيةٍ عراقيةٍ حصراً، خاصة أنّ عددها زاد مؤخّراً بصورة لافتة، ما يجعل من الفكرة مشروعاً مهمّاً.


■ هل أنتِ راضية عن إنتاجك ولماذا؟

- لست راضية على الإطلاق. أشعر بأنّ زخم التدريس في الجامعة فاق الفرصة المتاحة للتفرُّغ للأعمال العلمية والفكرية. لذلك فإنني أسابق الزمن للحاق ببعض الأفكار التي لطالما وددتُ الخوض فيها. نشرت عدداً لا بأس به من البحوث والدراسات العلمية في مجلّات علمية دولية ومعظمها عربية محكّمة في ميدان تخصصي، ولكنّي أشعر بأنني لم أتفرّغ بما فيه الكفاية لتوثيق إنجازاتي. ترجمتُ عدداً من الكتب وساهمت في الكتابة الصحافية، وأخصص وقتاً مهمّاً للتفاعُل على مستوى وسائل التواصُل الاجتماعي باعتباره مسؤولية اجتماعية ووطنية... وما زلت أَجري.

أسابق الزمن للحاق بأفكار لطالما وددتُ الخوض فيها

■ لو قيّض لكِ البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟

- كنت سأختار علم الاجتماع الذي دَرَستهُ ودَرَّستُهُ وأعمل في ضوئه، ولكنّي قد أُولي اهتماماً بالقانون والأدب دون التضحية بعلم الاجتماع.


■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟

- السلام والاستقرار وتوسيع مَدَيات التفاعل البنّاء بين الأمم.


■ شخصية من الماضي تودين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟ 

- أشعر برغبة كبيرة في اللقاء بالدكتور علي الوردي ومناقشته والاستماع إليه. كما أتمنّى لو أنّني ألتقيتُ بالروائي العراقي الكبير فؤاد التكرلي. مع علي الوردي نعيد قراءة المنجزات النظرية وتعريفها أي تكييفها لفهم وتحليل وتصويب حركة المجتمع العراقي. ومع فؤاد التكرلي أبحث في الإنسان المرهف الذي مثّله والاحترام الذي حمله للعراق والتعاطف الذي أظهره للمرأة العراقية والتحسّس لما لحق بها من إساءات.


■ صديق/ة يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟

- هناك أصدقاء رائعون أعود إليهم معنوياً وفكرياً. أمّا الكتاب، فكثرة من الأعمال الاجتماعية والتاريخية، وأُضيف إليها أدب القصّة والرواية العالمية والعراقية على وجه الخصوص.


■ ماذا تقرأين الآن؟

- الجزء الثالث من رواية "بحثاً عن الزمن المفقود" لمارسيل بروست. وأعود بين فترة وأُخرى إلى أعمال التنويريّين العرب من أمثال توفيق الحكيم، وطه حسين، وصادق جلال العظم.


■ ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟

- أسمع أغانيَ عربية وعراقية كلاسيكية بلا ملَل في أوقات الفراغ أو أثناء أداء العمل المنزلي.


بطاقة

باحثة ومترجمة عراقية من مواليد 1952 في محافظة القادسية، تعمل أستاذة النظرية السوسيولوجية وعلم اجتماع الجندر منذ عام 2011، وأستاذة متمرّسة في "جامعة بغداد" منذ 2017، كما تترأس "منتدى الثقافة النسوية". أصدرَت عدداً من الكتب المنهجية منذ 2006. من آخر إصداراتها: "نساء عراقيات" (2021). كما صدر لها في الترجمة: كتاب "القومية والعرقية" (2012) لـ توماس إيركسون، و"تاريخ النظرية الأنثروبولوجية" (2016).

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون