وقفة مع عواطف الزراد

25 أكتوبر 2021
عواطف الزراد
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "أعيش الإبداع بحرّية حقيقية رغم أني بدأته متأخّرة"، تقول الكاتبة والباحثة التونسية في حديثها إلى "العربي الجديد".


ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
الوضع الحالي في بلدي هو أحد الشواغل الكبرى. أتمنّى أن يدرك طريق الأمان والاستقرار. من جهة أخرى، أنا منكبّة على مراجعة نص رواية جديدة وضعتُ في كتابتها عمراً من عمري. 


ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
آخر ما نشر لي مجموعة قصص سنة 2020 عنوانها: "ملفّات سرية". أمّا عن العمل القادم فهو رواية أترك الحديث عنها إلى أوانه.


هل أنت راضية عن إنتاجك ولماذا؟
أعيش الإبداع بحرّية حقيقية رغم أني بدأته متأخّرة. قرأت كثيراً ولبّيت نهَمي في الرغبة في الاطّلاع واستمتعت بصحبة الكتاب أيّاً كان نوعه: أدبي وفلسفي وعلمي وبحثي وغيره. مكّنني ذلك بالإضافة إلى عوامل أخرى من الانطلاق في رحلة الإبداع بشيء من الأمان. أمّا مسألة الرضا فهي درب شائك نسلكه رويداً رويداً وما قطعت منه لا يخوّل لي الاكتفاء والرضا.


لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟
لأني أختار بحرّية، أجد أن خياراتي تناسبني وتتناغم مع شخصيتي. ولو أمكنني البدء من جديد لأبكرتُ في تجربة الكتابة

أتخيّل لقاء إيمانويل كانط ودعوته ليشرّفني بحضور درس مع تلامذتي


ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
أتمنى أن أرى عالماً من دون عنف وإقصاء وعنصرية وحروب، ولا أقصد جنّة أرضية، لأنها لو تحققت بتمامها وجمالها لانعدم معنى الجنّة فوق الأرضية. أعي جيّداً أن الصراع توأم الوجود، لا بل جوهره والاختلاف كُنهه، ولكنّي أقصد حلّ النزاعات مهما كانت بالأساليب اللاعنفية التي تحسم في الخصومات وتحافظ لأطرافها على كرامتهم وإنسانيتهم حتى يبقى العيش المشترك ممكناً.


شخصية من الماضي تودين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟ 
أعرف أن أمنيتي تدخل خانة الخيال البحت، ولكني مع ذلك أعبّر عنها. أتخيّل لقاء الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط ودعوته ليشرّفني بحضور درس مع تلامذتي حول مشروعه الأخلاقي ودرس آخر حول مشروعه الجمالي ولمَ لا المعرفي أيضاً…  أشعر بمتعة لا تُضاهى عند الولوج إلى فكره وأنبش فيه عن المسلّمات الضمنية وعن الغايات الإنسانية. 


صديق يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
أتذكّر صديقاتي العراقيات في بغداد الجميلة؛ سنور ووفاء وسناء وسامية. هن على بالي دائماً وولدي الغالي فرات في ألمانيا.  أمّا الكتاب الذي أعود إليه وأستمدّ منه القوة فهو كتاب نيتشه "هكذا تكلم زرادشت". 


ماذا تقرئين الآن؟
بين يديّ كتاب "الدخول في عصر اللاعنف" لـ جان ماري مللر وهو كتاب باللغة الفرنسية. 


ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
دائمة الاستماع إلى الأغاني الطربية وأخصّ بالذكر ما غنّت سيدة الطرب العربي الأولى أم كلثوم التي جمعت بين عذوبة الألحان وعمق الكلمات وروعة المعاني أما صوتها فإلهي جبار لذا أجد أن سطوتها لا تقاوم ويزداد عشقي كلما ردد ولدي إسكندر بعض أغانيها بصوته الجميل. تسحرني بشكل خاص أغنية "أغداً ألقاك" ويسعدني سماعها في كل الأوقات. 


بطاقة
كاتبة وباحثة وأستاذة فلسفة من مواليد مدينة قصر هلال (تونس). حاصلة على الأستاذية في الفلسفة وعلى الأستاذية في الحقوق وعلى الماجستير في العلوم السياسية. صدرت لها رواية بعنوان "مينرفا في سماء بغداد" (دار آفاق برسبكتيف، 2018)، وبحث أكاديمي في العلوم السياسية بعنوان "اللاعنف في النضال السياسي" (دار زينب، 2019)، ومجموعة قصصية بعنوان "ملفات سرية" (دار صامد، 2020).

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون