تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة عن انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "كثيرة هي الشخصيات التي أودُّ رؤيتها. بعضها شخصيات أدبيّة وفنيّة وفلسفية وسينمائية وموسيقية وتاريخية وواقعية"، يقول الروائيُّ العراقي.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- قبل أيام، انتهيت من روايتي "الحِداد يليق بالسيدة بغداد"، التي تشكّل امتداداً لرواية "مشرحة بغداد". وأعدّ للبدء بالرواية الثالثة من سلسلة "المتاهات الجديدة"، التي تحمل عنوان "فندق باب السماء"، وقد صدرت من هذه السلسلة روايتان: "مملكة الموتى الأحياء" و"مطهر الخطايا المقدسة: إيفا ماجدولينا".
■ هل أنت راضٍ عن إنتاجك ولماذا؟
- أي مبدع حين ينهمك بعمل ما يعتقد أنه سيقول كل شيء فيه. وسيتجاوز ما قاله وقدّمه سابقاً، لكن ما إن ينتهي من عمله ويراه منشوراً، حتى يتيقّن أنه لم يقل كل شيء، فيبدأ رحلة البحث من جديد. لذا، لا يكون هناك رضا كامل. لكن كلّما توغّل الكاتب في حقول الإبداع وتراكمت أعماله، يشعر بأنه كوّن عائلة، ويشعر بدفء ما أنجزه.
■ لو قيّض لكَ البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- ليس بالضرورة نحن من نختار أقدارنا. الأقدار هي التي تختارنا. وليس كل ما يتمنّى المرء يدركه أو هو قادر عليه. أتمنى أن أكون رائد فضاء، لكني لا أفقه في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والهندسة. الرغبة شيء والكفاح لتحقيق الرغبة شيء آخر. لكنني راضٍ عن كوني شاعراً وروائياً وأستاذاً جامعياً وسينمائياً ومترجماً.
مع تراكم أعماله وتوغله في الإبداع، يشعر الكاتب بأنه كوّن عائلة
■ ما التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- أحلامنا قد أُجهِضت في قيام عالمٍ يحفظ كرامة البشر، ويحقِّقُ الاكتفاء الغذائي للجميع، وينهي استغلال الإنسان للإنسان وهيمنة الدول المتقدمة على الشعوب الفقيرة، والانتهاء من التعصّب الدينيّ لدى الجميع. الشر موجود في البشر، وإرادة الخير لم تنتصر. ما أريده شيء، وما أنتظره شيء آخر. لا أنتظر شيئاً سوى ما سيقدِّمه العلم لنا من كشوفات في مجال الطب والعلوم وتقديم الخدمات للبشر، وكشف أسرار الكون من جهة أخرى.
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- كثيرة هي الشخصيات التي أودُّ رؤيتها. بعضها شخصيات أدبيّة وفنيّة وفلسفية وسينمائية وموسيقية وتاريخية وواقعية، كذلك أود لقاء بعض الشخصيات الروائية والفنيّة الموجودة في الروايات والمسرحيات والأفلام. لذلك يصعب حصر هذا الحشد من الشخصيات في شخصية واحدة.
■ صديق/ة يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- ىرواية "الأبله" لدوستويفسكي التي أعيد قراءتها كل عامين تقريباً، وكذلك رواية "الأحمر والأسود" لستندال.
■ ماذا تقرأ الآن؟
- أنا أقرأ كتباً مختلفة في الوقت نفسه. أقسّم وقتي بينها. أقرأ في كتاب علمي في الفيزياء الكونية بعنوان "القوى الأربع الأساسية في الكون" لبول ديفيز. وأقرأ في كتاب "ماركس ضد نيتشه: الطريق إلى ما بعد الحداثة" لـ محمد دوير، وفي "الكوميديا الإلهية" بترجمة كاظم جهاد. مثلما أقرأ في المجموعة الكاملة لسركون بولص.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- وأنا أكتب هذه الإجابات أستمع إلى مقطوعة موسيقية للإيطالي ألبينوني.
بطاقة
كاتب وشاعر عراقي من مواليد 1956. صدرت له إلى الآن أربع عشرة رواية، من أبرزها سلسلة "المتاهات": "متاهة آدم" (2012)، و"متاهة حواء" (2013)، و"متاهة قابيل" (2013)، و"متاهة الأشباح" (2013)، و"متاهة الأرواح المنسية" (2015)، و"متاهة العميان" (2016)، و"متاهة الأنبياء" (2017)، و"متاهة العدم العظيم" (2018). وأصدر سبع مجموعات شعرية، هي: "مراثي الطوطم" (1989)، و"رماد المجوسي" (1989)، و"تراب الشمس" (2001)، و"رماد القمر" (2002)، و"شموع للسيدة السومرية" (2003)، و"خطوات الروح" (2003). له أيضاً العديد من الترجمات عن الروسية والألمانية.