تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه."أتمنى أن يسود هدوء عام في العالم، وتندمل جراحات الحروب حتى تتوطد أواصر العلاقات الثقافية"، يقول الباحث والناقد السوداني في حديثه لـ"العربي الجديد".
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
أشتغل الآن على كتاب بعنوان "سرديات عربية معاصرة: الثابت والمتغير في سلطة النص الروائي"، وهو يدرس ثلاثين رواية عربية معاصرة أسّست لشكلٍ روائي جديد منفتح على قضايا العرب الراهنة.
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
صدر لي كتاب "القومية والمسرح في السودان"، وأركّز خلاله على الدور الوطني المناهض للمستعمر من زوايا مسرحية، وهو قضية شغلت العديد من الكتّاب والأدباء والسياسيين السودانيين منذ ظهور الحركات الوطنية ذات التوجّه الوحدوي مطلع القرن الماضي وحتى الأربعينيات، وخلال هذه الفترة الزمنية تكوّنت بذور الفكر القومي، وبرزت العديد من الحركات الوطنية والجماعات الأدبية، وانفتح فيها المسرح السوداني على متون التراث مستهدفاً تقوية سواعده، إضافة إلى ارتباطه الوثيق بالنشاط السياسي المناهض للاستعمار على الصعيد السوسيوثقافي.
كما صدر لي كتاب "سوسيولوجيا الرواية الأفريقية"، الذي يضيء السرد المعاصر والحديث في القارة السمراء، وكيفية استفادته من الأدب الشفاهي في معالجة قضايا اجتماعية تختص بأفريقيا جنوب الصحراء، كما يهتمّ بدراسة الرواية الأفريقية منذ النشأة مروراً بفترات الاستعمار وانتهاءً بدورها في شحذ حركات التحرّر الوطني على امتداد القارة، ويعتني بدراسة وإثبات مفهوم الأدب الأفريقي وحدوده الحغرافية وتعريفاته.
■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
راضٍ عن إنتاجي، لأني أعتقد أنه يخدم الحقل النقدي السوداني والعربي.
راضٍ عن إنتاجي لأنه يخدم الحقل النقدي السوداني والعربي
■ لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
سأختار دراسة الفلسفة.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
أتمنى أن يسود هدوء عام في العالم، وتندمل جراحات الحروب حتى تتوطد أواصر العلاقات الثقافية.
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
الناقد والباحث السوداني الراحل عبد الله الطيب (1921 – 2003)، الذي ترك آثاراً مهمة في اللغة والترجمة والشعر والرواية، ووضع دراسات معمّقة في الشعر العربي. أطمح في توجيه بعض الأسئلة التي تتعلّق بغزارة إنتاجه في مجال المعرفة.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
الناقد والباحث السوداني علي محمد سعيد، الذي يهتمّ في مؤلّفاته بدراسة خطاب المسرح، وأمنّي النفس بقراءة كتاب "شذرات من وهوامش على سيرة ذاتية"، وهي مذكرات الدبلوماسي والكاتب السوداني منصور خالد (1931 – 2020)، الذي ألّف العديد من الكتب حول أدب التصوّف السوداني، وصورة جنوب السودان في المخيلة العربية، وواقع النخبة السودانية.
■ ماذا تقرأ الآن؟
كتاب "ذكرياتي.. من أوراق قاض سابق" لمؤلّفه القاضي السابق حمزة محمد نور، الذي يستعرض مرحلة مهمّة من تاريخ السودان المعاصر، ويحلّل الواقع الاجتماعي والتنوّع الثقافي والديموغرافي في البلاد بما يقدّمه من اطلاع موسّع وبحث معمّق في تدوين العادات والتقاليد والأعراف في أكثر من مؤلّف، مستفيداً أيضاً من تنقّله في مناطق مختلفة من البلاد بحكم عمله في القضاء.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
أستمع الآن إلى الفنان السوداني محمد وردي (1932 – 2012)، وأتمنى أن تشاركوني الاستماع إليه.
بطاقة
أبو طالب محمد، ولد في ولاية الجزيرة عام 1984م، وتخرّج من قسم النقد في كلية الموسيقى والدراما بـ"جامعة السودان"، وهو يكمل دراساته العليا حالياً في "معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية/ قسم الفولكلور" التابع لـ"جامعة الخرطوم". صدرت له العديد من الدراسات النقدية؛ من بينها: "أنماط السرد في الرواية الأفريقية" (2017)، و"حفريات نقدية" (2018)، و"القومية والمسرح في السودان" (2021)، و"سوسيولوجيا الرواية الأفريقية" (2021).