وقد أوحشت الطريق

24 نوفمبر 2021
يايوي كوساما/ اليابان
+ الخط -

من الداخل، بين هذه الجدران الأربعة التي تضطهدنا بالفعل، يا إلهي الحر، ندعوك أن تلطف بجميع العباد، وعددهم بالمليارات، لأنهم ضحايا نظام الرساميل الصارم، صانع سلسلة من الجبال، بين كل مئة مليون فقير، وبين كل ثري واحد.

ماذا نفعل وقد ضاق الخناق؟ هل نهرب إلى المريخ في فقاعة فضائية، كما فعلت إمارة دبي؟

مش ممكن.

هل نذهب إلى المنفى الأوروبي الأبيض؟ ذلك الذي يتردد صداه كأغنية أمل حقيقية، في قعر روح كل عربي؟

مش ممكن.

فأنت تعرف تعقيدات الحصول على الـ"شنغن" يا إلهي، كما وتعرف، لا غرو، أن تعقيدات سبل تهريب اللاجئين، وحاجة الواحد منهم إلى كوم مصاري، لهي أشبة بالمتاهة غير الأدبية.

نعم، لهذا نطالبك بأن تشفع لنا، نحن الذين نشأنا في حيّ ملوّث، وأن تبعدنا عن شر أولئك الذين نشأوا في حي نظيف.

من أجلنا، هذه المرة، يا رب، ندعوك، وقد أوحشت الطريق وقل الزاد، أن تيسّرها علينا، فاستمرار الحال من المحال.

يا من يُدنينا إذا أتيناه ـ كما يُشاع ـ و يجيبنا إذا سألناه، ويأتينا إذا دعوناه، وينبئنا إذا استنبأناه، وأنت أعلم.


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون