استمع إلى الملخص
- يشارك الفنّانان في برنامج "الإقامة الفنّية للروّاد" الذي أطلقته "مطافئ" عام 2021، مما يتيح لهما التفاعل مع المجتمع المحلي وتقديم رؤيتهما الفنية.
- تُبرز أعمال العيسى والملا تأثير البيئة الصحراوية والبحرية على الإنسان القطري، مع التركيز على الموروث الشعبي والثقافة المحلية.
رغم اختلافهما في الأسلوب والخطّ الفنّي، يجد الفنّانان القطريان وفيقة سلطان العيسى وحسن الملّا منطقة تقاطُع بينهما، تتمثّل في البيئة والثقافة المحلّية التي تُشكّل مصدر إلهام لكلّ منهما؛ وهذا ما نلمسه في معرض "جيران البحر"، الذي يحتضنه "غاليري 4" في "مطافئ: مقر الفنّانين" بالدوحة منذ الخامس من حزيران/ يونيو الماضي وحتى السابع عشر من آب/ أغسطس الجاري.
يضمّ المعرض قرابة ثلاثين لوحةً متعدّدة الوسائط، أنجز الفنّانان، اللذان ينتميان إلى جيلٍ فنّي واحد، جزءاً منها خلال مشاركتهما، على مدار سنتَين، في النسخة الأُولى من برنامج "الإقامة الفنّية للروّاد"، الذي أطلقته "مطافئ" عام 2021 بهدف إتاحة فضاء للتواصل بين الفنّانين المحلّيين؛ حيث يحصل الفنّانون المشاركون فيه على استديو فنّي خاصّ في مبنى "مطافئ"، ويتفاعلون مع المجتمع المحلّي من خلال برامج عامّة مثل الندوات والورشات.
تُبرز الأعمال المعروضة تأثُّر الإنسان القطري ببيئته الصحراوية وقُربه من البحر في آن واحد، وهو تأثيرٌ يشمل طريقة المعيشة والثقافة والعمران والموروث الشعبي. تلتقط سلطان العيسى وحسن الملّا هذه التأثيرات والتفاعُلات، في مستوياتها المختلفة، ويُعيدان تقديمها وفق رؤيتهما الفنّية في لوحاتٍ لا تنفصل عن تجربتيهما الشخصيّتَين. إنّهما ابنا هذه البيئة التي تلتقي فيها الصحراء بالبحر، وهُما، أيضاً، ليسا بمنأىً عن تأثيراتها؛ إذ "يرتبط خيال الفنّان وعالمه الداخلي ارتباطاً وثيقاً ببيئته ومجتمعه وتراثه؛ حيث تعكس التجربة الفنّية تجلّي هذه العلاقة العميقة ممزوجةً بمشاعر المُبدع وتفاعُله مع هذه العناصر، كونه مركزاً لها"، وفق ما نقرأ في تقديم المعرض.
تأثيرٌ يشمل طريقة المعيشة والثقافة والعمران والموروث الشعبي
تُعد وفيقة سلطان العيسى (1952)، من أوائل النساء القطريات اللواتي درسن ومارسن الفنّ التشكيلي؛ حيث تخرّجت من "جامعة القاهرة" في مصر بشهادة بكالوريوس في الفنّ التطبيقي عام 1974، وشاركت، إلى جانب ثمانية عشر فنّاناً تشكيلياً قطرياً، في تأسيس "الجمعية القطرية للفنون الجميلة" عام 1980، وعرضت أعمالها في قطر والكويت وتونس والمغرب ولندن وباريس. تستلهم العيسى في لوحاتها الموروث الثقافي القطري، مثل الأغاني الشعبية، إضافةً إلى الطبيعة، مع تأثّر واضح بالفنّ الإسلامي.
أمّا حسن الملا (1951)، فيوصف بـ"رائد الفنّ التشكيلي في قطر"؛ حيث بدأ الرسم في طفولته، والتحق عام 1972 بـ"جامعة بغداد للفنون الجميلة" التي تخرّج منها ببكالوريوس في الفنون الجميلة. كان، أيضاً، من مؤسّسي "الجمعية القطرية للفنون الجميلة"، وأقام أوّل معرض فردي له عام 1988، وشارك بعدها في العديد من المعارض في قطر والهند والسعودية وغيرها. تُمثّل ذكريات الطفولة والطبيعة والتراث القطري ثيمات متكرّرة في لوحاته.