قبل أُسبوعَين، أثارت صُوَرٌ تُظهٍر جناح وزارة الثقافة الجزائرية فارغاً في "معرض الدوحة الدولي للكتاب" انتقاداتٍ على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيثُ عبّر مُعلّقون عن استيائهم من الأمر، وذكّروا بالحضور الباهت للوزارة في معارض الكتاب وغيرها من التظاهُرات الثقافية التي تُقام خارج البلاد. لم تُعلّق الوزارة بشكل رسمي، لكنَّ صفحتها الرسمية في "فيسبوك" علّقت على أحد المنشورات بأنَّ "الوزارة لم تُؤكّد حضورها في المعرض".
وفي ما بدا محاولةً لتجنُّب تكرار ما حدث في الدوحة، استبقَت وزارة الثقافة "معرضَ القاهرة الدولي للكتاب"، الذي انطلقت فعالياتُ دورته الثالثة والخمسين في السادس والعشرين من كانون الثاني/ يناير الماضي وتتواصل حتى السادس من الشهر الجاري، ببيان صحافي ذكرت فيه أنّ الجزائر ستشارك في المعرض "ممثّلةً بإصدارات لناشرين جزائريّين، وبأزيد من ستّمئة عنوان في مختلف المجالات، تُشكّل أبرز الإصدارات في السنتَين الأخيرتَين"، مضيفةً أنّ ذلك يأتي ضمن "مخطّط لاستعادة الحضور الثقافي الجزائري في الوطن العربي والمحافل الدولية".
تحدّثت الوزارة عن مخطّط لاستعادة الحضور الثقافي الجزائري عربياً
لم يمرّ وقتٌ طويل على افتتاح المعرض، حتى تداول مستخدمون لمواقع التواصُل الاجتماعي صُوَراً لجناح وزارة الثقافة في المعرض. لم يكُن الجناحُ فارغاً هذه المرّة، لكنَّ الصُّوَر أظهرت عناوين قديمةً وأُخرى في مجالات تخصُّصية مثل القانون الجزائري، وأُخرى أصدرتها دُور نشر خاصّة، من بينها دارُ نشر جزائرية تنشر كتبها بالاشتراك مع دار لبنانية. كما أشار كتّاب إلى أنّهُم فوجئوا بمشاركة رواياتهم الفائزة في "جائزة علي معاشي للمبدعين الشباب" في المعرض، بعد أن نشرتها دار نشر حكومية في طبعات رديئة دون استشارتهم.
كان البيان قد أشار، أيضاً، إلى مشاركة "سبعة كتّاب تميّزوا بإصدارات جديدة في السنتَين الأخيرتَين" في "معرض القاهرة"، من دون تسميتهم، مكتفياً بالإشارة إلى أنّهُم "ممّن مثّل الأدب الجزائري في مختلف المناسبات، أو تلقّى دعوة رسمية من الجهات المصرية". لكنَّ ذلك لم يمنع بعض الكتّاب من توجيه انتقاداتهم لوزارة الثقافة، والتساؤل عن معايير اختيار الكتّاب السبعة المشاركين، خصوصاً أنَّ اثنين منهُم على الأقل موظّفون في الوزارة.
على حسابه في "فيسبوك"، كتب الكاتب الجزائري قلولي بن ساعد منشوراً حمل عنوان "معرض الكتاب بالقاهرة ومنطق الشللية"، جاء فيه: "لم يعد ممكناً انتظار معجزة من وزارة بحجم وزارة الثقافة عندما يتعلّق الأمر بالمعايير التي تعتمدها في اختيار أسماء الكتّاب والمثقّفين الجزائريّين للمشاركة في بعض معارض الكتاب بالوطن العربي، كما هو الشأن بالنسبة إلى معرض الكتاب المقام حالياً في العاصمة المصرية، بالنظر إلى حالات الاصطفاء والانتقائية التي لا تستند إلى أيّ منطق، باستثناء منطق الشللية".