هيثم الحمد.. حوار لوني في زمن الجائحة

15 اغسطس 2021
(من المعرض)
+ الخط -

يستعير الفنان التشكيلي السوري هيثم الحمد في أعماله مفردات وعناصر زخرفية من الهندسة والتصوير الإسلامي ومن النقوش الأثرية للحضارات السورية القديمة، مستفيداً من دراساته العليا في فن بلاد الشام، في محاولة لإعادة تقديم المنمنمات سواء على صعيد التقنيات أو الاستخدام اللوني.

في معارض سابقة، تناول مشاهد من العمارة الدمشقية التي تتنوّع مؤثراتها في تركيز على حاراتها وبيوتها القديمة، حيث مشاهد المشربيات والقناطر الحجرية والأقواس والأعمدة، والشوارع الضيقة في أحياء تتقارب أبنيتها، فتولّد إحساساً بالقرب والدفء.

حتى الحادي عشر من الشهر المقبل، يتواصل معرضه الجديد تحت عنوان "انتقائي" في غاليري 3 بـ"مطافئ: مقرّ الفنانين" بالدوحة والذي افتتح الأربعاء الماضي، ويضمّ لوحات تعبّر عن المناخات التي تعيشها البشرية منذ بدء جائحة كورونا نهاية عام 2019.

يقتبس الحمد عنوان معرضه من فكرة أساسية تتمثّل في النظر إلى "كوفيد 19" بوصفه قوة انتقائية في كيفية اختيار هذا الفيروس لضحاياه، وعيشه على ضعف المناعة البشرية، حيث تتضمّن الأعمال المعروضة حواراً وتبادل أماكن بين الرموز والأشكال للتعبير عن التغيّرات التي يشهدها العالم.

يقسّم الفنان لوحته إلى عشرات المربعات غير المتساوية في أحجامها، وغير المتناظرة في أشكالها، ويرسم داخل كلّ مربع وجهاً غير واضح المعالم، حيث يظهر تكوينه باللون الأسود أو الرمادي مغطّى بالكمامة التي باتت تحجبه عن محيطه، وتفرض مسافة للتواصل في ما بينهما.

تنتشر فوق المربعات نقاط وعلامات وبقع بألوان مختلفة مثل الأزرق والبني والأصفر في دلالة على انتشار الفيروس على نحو عشوائي أو وفق انتقائيته الخاصة، ولكنها في الوقت نفسه تشكّل امتداداً لزخارف إسلامية تمتزج مع تفاصيل اللوحة، بحيث تبدو جزءاً من العمل، وليست إضافة تزيينية فيه، كما يترك بعض المربعات خالية من الوجوه غير أنها تحتوي أثراً منها أو قناعاً، في إحالة إلى أولئك الضحايا الذي فتك بهم المرض.

يشير الفنان في تصريحات صحافية سابقة إلى أن "الحوار أو المونولوج الداخلي من التداعيات الذهنية يخلق رموزا وأشكالا تأخذ مكانا داخل تكوين العمل الفني، حيث يتخذ هذا التكوين هيئة خشبة المسرح، ويكون التشكيلي محركاً لكل شيء، فالمسرح مختصر بشخص وعمل فرد واحد وهو خالق هذا العمل"..

يُذكر أن هيثم الحمد حاز درجة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 1992، والدبلوم العالي في التصوير الجداري عام 1994، وحاز المرتبة الثالثة في "بينالي لندن" سنة 2017، وكذلك جائزة لجنة التحكيم في "بينالي فلورنسا" في العام نفسه، وشارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية في سورية وإيطاليا وقطر.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون