في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، قدّمت الباحثة الهندية أمريت ويلسون (1941) ورقة في ندوة نظّمتها "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، تناولت فيها تنامي العلاقات السياسية بين الكيان الصهيوني وحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند (BJP)، في محاولة لربط التوجّهات القومية اليمينية الصاعدة في شبه القارّة، وتُعرف بـ"هندوتفا"، بنظيرتها الصهيونية، خاصة أن هذا التقارُب الأيديولوجي بين فاشيّتَين عزّزته خطّة اقتصادية مشبوهة وفاسدة شاركت فيها دولٌ عربية تطبيعية.
وعلى ضوء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة ضدّ الشعب الفلسطيني، ومنها اقتحام قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى في الخامس من نيسان/ إبريل الماضي، والقصف الذي طاول غزة بعد ذلك التاريخ بشهر، وسّعت الباحثة الإطار العام لتلك الورقة وأعادت نشرها ضمن دراسة أشمل صدرت حديثاً عن "دَرَجَا برس" تحت عنوان "هندوتفا وعلاقتها بالصهيونية".
تنطلق الدراسة من الاضطرابات الداخلية التي تُواجهها "إسرائيل"، حيث المعركة بين مجموعات متشظّية متضاربة المصالح والرؤى، فمنهم أولئك الذين يعتقدون أن المستعمرة الاستيطانية الحالية هي "دولة ديمقراطية"، ويريدون أن تظلّ الأمور على ما هي عليه، وآخرون يقفون على يمينهم.
أما على المستوى الهندي الداخلي، فتلفِت ويلسون إلى ما شهدته البلاد من موجة أعمال عنف ديني استهدفت المُسلمين، حيث لا يمرّ يوم من دون حوادث قتل، أو حرق مساجد وهدم بيوت. في الوقت الذي ما زال فيه رئيس الوزراء ناريندرا مودي يتموّل من قبل رجال أعمال مشبوهين، وعلى رأسهم غوتام أداني المُرتبط وظيفياً بصفقات تجارية عديدة في الكيان الصهيوني، ويحظى بعلاقة قوية مع نتنياهو، رغم فشل المشاريع التي نفّذها في الهند.
كذلك تتناول الدراسة موضوعة الفصل العنصري كجوهر لكلا الأيديولوجيّتين، والتي تجعلهما متماهيتين مع صعود الفاشيات الجديدة حول العالم، وعليه تقرأ الباحثة انحياز ورعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لهذين الاسمين: نتنياهو ومودي، اللذين تقاطعا معه على مستوى السياسات الدولية، وكيف عثر حزب الليكود الصهيوني على حليف/ نظير هندي له يُقاسمه نزعاته الإجرامية.
أمريت ويلسون كاتبة وناشطة هندية مقيمة في بريطانيا، تُركّز في أبحاثها على قضايا العِرق والجندر والطبقة، من أعمالها: "العثور على الصوت: المرأة الآسيوية في بريطانيا" (1978)، و"طريق التحدّي: المرأة والثورة الأريتيرية" (1991)، "أحلام، أسئلة، كفاح: نساء جنوب آسيا في بريطانيا" (2006)، و"تهديد التحرير" (2013).