هبة حلمي.. سجِلّ بصري للشهداء الأطفال

19 نوفمبر 2023
من المعرض
+ الخط -

تتنوّع الوسائط التي تستخدمها الفنانة التشكيلية المصرية هبة حلمي بين الرسم والخزف والتصميم، لكن الثيمة الأساسية في معظم أعمالها تتمثّل بتوظيف الحروف الهيروغليفية والمسمارية والديموطيقية والقبطية والعربية، في تركيز على الشكل الجمالي للحَرف وتشكيله في عبارات أو على هيئة رموز مجرّدة تماماً، وتستخدم في أعمالها خامات متعدّدة مثل الورق الصناعي واليدوي والمطبوع والقماش والقصدير والجِلد الصناعي والأحبار.

وتستند رؤيتها على اشتباك الفن مع الشأن العام، حيث أصدرت عام 2013 كتابها "جوّايا شهيد: فن شارع الثورة المصرية" الذي يوثّق لفن الغرافيتي في الشوارع وعلى الجدران خلال ثورة يناير سنة 2011، وفيه تسجّل لحظة اقتحام المتظاهرين سفارة الكيان الإسرائيلي في العاصمة المصرية في التاسع من أيلول/ سبتمبر من العام نفسه، وغيرها من الأحداث.

"بقاء" عنوان معرض هبة حلمي الذي يُفتتح عند السادسة من مساء بعد غدٍ الثلاثاء في "قاعة الباب سليم" بدار الأوبرا في القاهرة، ويتواصل حتى الثاني من الشهر المقبل، ويتضمّن مجموعة أعمال تدور حول جرائم الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال ضدّ الشعب الفلسطيني.

الصورة
من أعمال هبة حلمي - القسم الثقافي
"شظية"، فخّار، 40 × 38 سم (من معرض سابق)

يحيل عنوان المعرض إلى بقاء قضية فلسطين؛ القضية العادلة، بقاء المقاومة، بقاء الشعب العنيد، بقاء غزة حرة وبقاء الشهداء أحياء، لذلك قامت الفنانة بتدوين أسماء الأطفال الشهداء مع تسجيل أعمارهم، حيث تدوّن على إحداها "الاسم: نضال ثائر أحمد أبو جزر، خمس سنوات، طفل من 18 طفلاً فقدتهم عائلة أبو جزر".

بدأت حلمي العمل على معرضها الجديد في فترة سابقة، لكنها بدأت تتساءل في اليوم الثاني والثلاثين على بدء القصف الهمجي الصهيوني ماذا يمكنها أن تفعل، وهل تكمل ما بدأته أم تمحوه، لتقرّر أن تضيف أعمالاً جديدة بقدر من أتاح الوقت، وحذفت أخرى وجدتها خارج السياق.

الصورة
من أعمال هبة حلمي - القسم الثقافي
فخّار وورق، 35 × 22 سم (من معرض سابق)

تقول الفنانة في التقديم "أثناء التحضير لهذا المعرض وأنا على مشارف الانتهاء حدثت أمور كبرى، أمور كبرى على مقربة من النفس والجغرافيا، بين ليلة وضحاها وجد بني البشر أنفسهم أمام هواتفهم وشاشات التلفزيون يتابعون إبادة جماعية للفلسطينيين على الهواء مباشرة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، فتحوّل الشهيد إلى رقم وأصبحت الدقائق عدّادات للموت وغروب الشمس إنذاراً للدخول في مملكة الظلام وعالم سفلي تحت الركام، وشروقها كشفاً سافراً عن وجه هذا الكوكب الوحشي".

يُذكر أن هبة حلمي تخرجت من كلية الفنون الجميلة في "جامعة حلوان" عام 1994، وشاركت في العديد من المعارض الفنية الخاصة والجماعية داخل مصر وخارجها، بالإضافة إلى عملها مصمّمة للكتب وكتابتها لنصوص ومقالات عدّة.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون