نعمت الناصر.. اللوحة كتراسُل مع المتلقّي

30 مايو 2022
عمل لـ نعمت الناصر، أكريليك على قماش، 2020 (من المعرض)
+ الخط -

منذ معرضها الأوّل في "المركز الثقافي الإسباني" بعمّان (1989)، والتشكيلية الأردنية نعمت الناصر (1956) تُراكِم تجربةً فنّية تقومُ على تعدّد الأدوات أوّلاً، ثم الانفتاح على جملة من الاتجاهات والرؤى الفنّية التي تجعل من اللوحة لحظة وجدانية، لا تتوخّى التعقيد بقدر ما تتحوّل إلى إشارة تواصُل بين الإنسان والطبيعة وكذلك بين البشر فيما بينهم. 

يحتضن فضاء "ملتقى الحقل الثقافي" بمدينة إربد الأردنية معرضاً استعادياً للناصر يضمّ 300 عملاً من أعمالها، افتُتح أوّل أمس السبت ويستمر حتّى نهاية حزيران/ يونيو المقبل، ويأتي ضمن احتفاليات المدينة بكونها عاصمة للثقافة العربية لهذا العام. 

وكعادة المعارض الاستعادية حيثُ يسمح العدد الضخم من الإنتاجات بالتمعّن في سيرورة الفنان وتطوّر تقنياته عبر الزمن، بل حتّى اختلافها عمّا كانت عليه، فإننا، في حالة هذا المعرض للناصر، نتحدث عن قرابة 45 عاماً من الاشتغال في حقل التشكيل؛ توزّعت بين الحفر والطباعة بمختلف موادّها، كالخشب والزنك والكرتون، إضافة إلى الرسم الزيتي والأكريليك. لذا، فمدى التنوّع والتراكم محفوظ بطبيعة الحال، وكذلك سنوات الانقطاع (سبق للفنانة أن أشارت إلى أنّها انقطعت عن أعمالها لمدّة سبع سنوات قبل أن تعود إلى التشكيل). 

الانفتاح الأسلوبي الذي عملت عليه التشكيلية، لم يُبعدها عن بصمتها الخاصّة التي ظلّت أقرب ما تكون إلى التعبيرية بوصفها تراسُلاً مع المتلقّي؛ ألوان داكنة وأشكال هندسية بخطوط عادية تُحيط بأشخاص وكائنات لا تكشف عن وجوهها، وفي هذا احتمال للموقف التعبيري من الوجود المشحون بالعاطفة والألم وأحياناً السوداوية. 

العقد الأخير من مسيرة النّاصر الفنّية شهد العديد من المعارض، أبرزها: "دلالات ورموز"، و"ورق مقوّى" الذي غلب عليه طابع الحنين إلى الطفولة، و"عشرون عاماً مع فنّ الغرافيك" الذي سلّطت فيه الضوء على معاناة النساء، وقبل عام أعادت الالتفات إلى تراث عمره أكثر من خمسة آلاف سنة وهو ورق البردي وصناعته من خلال معرضها "فن على بردي".     
   

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون