نزهة الشعشاع.. إشكالية العلاقة بين العلاج والدراما

12 ابريل 2021
(أوغست بوال في مسرحه)
+ الخط -

في عشرينيات القرن الماضي، وتأثّراً بمدرسة التحليل النفسي التي أنشأها فرويد، برزت أولى محاولات العلاج بالدراما (سيكودراما) على يد عالم الاجتماع الأميركي جاكوب إل. مورينو، معتمداً على المسرح المرتجل العفوي في تقديم استشاراته، وقد تطوّر هذا المجال في التنظير والممارسة خلال العقود السابقة خاصة في تطبيقها على الطلبة لمعالجة مشاكل، مثل القلق والخجل، التي تترك رواسب أكبر في حال إهمالها.

صدر حديثاً كتاب "العلاج بالمسرح" للباحثة المغربية نزهة الشعشاع عن "دار القرويين للنشر والتوزيع" الذي يتناول مسارات وتقنيات تمثيلية وتعبيرية وتفاعلية متنوعة تؤدي إلى التأثير على سلوكيات محدّدة بواسطة آليات المسرح.

يقدّم الكتاب أربع محطات تاريخية للعلاج بالمسرح لدى اليونان وعصر النهضة والمسرحيْن الحديث والمعاصر

يضمّ الكتاب ثلاثة فصول؛ الفصل الأول هو عبارة عن توطئة عامة، ويشتمل على أربعة مباحث تناقش مواضيع: العلاج من حيث التعريفات اللغوية والاصطلاحية، وأنواعه كالعلاج بالطبيعة وبالطقوس والشعائر وبالأساطير والمعتقدات وبالطقوس السحرية وبالتمويه والعلاج السلوكي وبالموسيقى والرقص والمسرح، والمسرح بتعريفاته اللغوية والاصطلاحية، والعلاقة بين المسرح والعلاج وإشكالية العلاقة بينهما عبر التاريخ.

ويحوي الفصل الثاني أربعة مباحث كذلك تقدم جرداً لأربع محطات للعلاج بالمسرح عبر التاريخ، من خلال فترات المسرح الإغريقي ومنه طقس ديونيزس وسوفوكليس وأرسطو، ومسرح عصر النهضة من خلال استعراض نماذج ماركيز دو ساد وفيليب بينيل وجوزيف كيسلان وفلاديمير إليجين وهنري بركسن، والمسرح الحديث من خلال إضاءة العلاج بواسطة السيكودراما والسوسيودراما، والمسرح المعاصر عبر مقاربة المسرح عند المحلل النفسي المغربي عبد الله زيوزيو، ومنهج المسرحي البرازيلي أوغست بوال مع المستضعفين، والعلاج بواسطة الطقوس الأفريقية والطقوس الكناوية والدراما علاجية.

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

كما يتضمّن الفصل الثالث خمسة مباحث تركز على مناقشة تأثير مجموعة من المسرحيين العالميين على العلاج بالمسرح وهم: قسطنطين ستانيسلافسكي من خلال العمل على المشاعر وتقوية اللاشعور وتطوير التشخيص وتقوية الخيال والعمل بالفطرة وتطوير المخزون العاطفي وغيرها، وأنطونين أرتو عبر الدور الكبير لجسد الممثل وأهمية تداخل الممثل والمشاهِد ووجوب تطهير المتفرج، وبرتولت بريشت من خلال دخول المتفرج في اللعبة المسرحية وتواجد المتفرج داخل وخارج المسرحية وتحمّل المتفرج لقسط من المسؤولية، وجيرزي كروتوفسكي وتأثيره في المشاهِد والممثل، وبيتر بروك ومسرح الارتجال.

يُذكر أن نزهة الشعشاع تحمل درجتي البكالوريوس في الأدب العربي وفي علم النفس، ودرجة الماجستير في المسرح والفنون ودرجة الدكتوراه في الدراماعلاجية، التي تشكّل محوراً أساسياً في مجموعة دراسات وأبحاث قدّمتها منذ عام 2009، حيث تهتمّ بالعلاقة بين الدرماعلاجية والتميّز الأكاديمي.

المساهمون