نحميا سعد.. استعادة فنان الغرافيك المصري

09 فبراير 2021
(عمل للفنان المصري نحميا سعد، 1912 - 1945)
+ الخط -

يُعدّ نحميا سعد أحد فنّانِي الجيل الثاني من روّاد الفن المصري، حيث تخرّج من "كلّية الفنون الجميلة" عام 1933،  وشارك بعد عدّة سنوات في معارض دولية مثل "بينالي فينسيا"، و"المعرض الدولي للفنون في الحياة الحديثة" في باريس واستحق على أعماله جوائز وتكريمات.

لكن الفنان المصري (1912 – 1945) لم يحظ بأي اهتمام في بلاده حيث عاش مهمّشاً وتم استبعاده من المشاركة في المعارض، وتدّهورت أوضاعه المادية إلى أن أصيب بمرض درن الرئة حيث رحل دون أن يُكتب عن تجربته الكثير.

الصورة
غلاف الكتاب

يستعيد الباحث والأكاديمي ياسر منجي سيرة سعد في كتابه "هاملت الجرافيك المصري.. نحميا سعد (1912 – 1945)" الذي صدر حديثاً عن "مؤسسة الجزويت للنشر والإعلام"، حيث يوثّق لأعمالِه المعروفة، بالإضافة لكشفه عن أعمالٍ مجهولةٍ لم تُوَثّق من قبل في مرجعيات تاريخ الفن المصري الحديث.

يضيء الكتاب أعمال الراحل ضمن تحليلات نقدية توضّح معالم رؤيته الفنية، كما يتضمن بعض المواد الوثائقية ذات الصلة بفنه وسيرته القصيرة التي يشير إليها المؤلّف في مقدمته بالقول: "حين رحل نحميا سعد في رونَق الشباب، عن ثلاثةٍ وثلاثين عاماً، كان قد أقام - في سنواتٍ معدوداتٍ فقط - دعائم اتجاهٍ مصريٍ صميم في مجال الطباعة الفنية، برغم ما لَقِيَه من أرزاءِ الدنيا وقساوة البشر، وبرغم الفقر والجوع والمرض، الذين اتخذوا منه هدفاً لتسديد ضرباتهم القاصمة، لِيَذوي سريعاً في غَضارة العُمر، فكانت حياته القصيرة الشقية نموذجاً فريداً، يثبت أن الأستاذية في الإبداع ليست مشروطةً بالسِن، ولا بالظروف، ولا بِكَمّ الإنتاج، بل مشروطةٌ بأن يكون للفنان روحٌ وشخصيةٌ يُمَيِّزانِه عن غيرِه، فيكون أو لا يكون".

الصورة
بورتريه للفنان نحميا سعد)
بورتريه للفنان نحميا سعد)

يأتي الكتاب ضمن سلسلة من الإصدارات التي تعيد الكشف عن مجاهيل من الفنانين المؤثرين في حركة الفن المصري الحديث، وآخرين مِمّن لم يحظوا بالقدر اللائق من البحث الاستقصائي المُعَمّق، على المستويَين النقدي والتأريخي. وبدأ ياسر منجي المشروع منذ 2010، وصدر في سياقه كتابا "برنارد رايس: الأب المجهول للجرافيك المصري" (2012)، و"النحات مصطفى نجيب: بصمات مُعَلِّمٍ على حوائط الغُربة" (2014).

يعيد الكتاب، بحسب مقدمته، الاعتبار لسيرة سعد "لإعادة ربطها بذاكرة الفن المصري الحديث والمعاصر، ولمحاولة إعادة شيءٍ من الاستواء إلى ميزان العدالة التاريخية، الذي ظل مُختلّاً قرابة خمسة وسبعين عاماً مرت على رحيلِه، وظلت خلالها شذراتٌ من سيرته، وصورٌ قليلةٌ من بقايا أعماله، مبعثرةً في مواضع مختصرة مُشَتَّتة ببعض الكتب، ويعاد تكرارُها دونما تأصيلٍ أو توثيقٍ أو تحليلٍ لسياقها وتفاصيلها الدقيقة".

المساهمون