نجيب الشرادي.. جسرٌ بين التشكيل والموسيقى

24 أكتوبر 2021
(من أعمال نجيب الشرادي)
+ الخط -

يمزج الفنان المغربي الهولندي نجيب الشرادي بين التأليف الموسيقي والغناء والفنون البصرية، إذ قدّم العديد من الأعمال التي تقوم على مسرحة قصائد لشعراء من أمثال الحلاج والنفّري والمعري وابن عربي وجلال الدين الرومي وأبو نواس وجبران خليل جبران بمرافقة اللحن والإيقاع.

أسّس فرقة "وشم" عام 1978، متكئاً على أساس طربي منفتح على تأثيرات موسيقية من مختلف ثقافات العالم، سعياً لتقديم أغنية عربية جديدة، وبالرؤية ذاتها سار في طريق التشكيل، مستفيداً من دراسته الأكاديمية للفن وعلم الاجتماع والفلسفة، حيث تناول مفاهيم وقضايا فلسفية.

(من المعرض)
(من المعرض)

"ترددات اللامكان" عنوان معرضه الذي افتتح في الرابع عشر من الشهر الجاري في "رواق ضفاف" بالرباط، والذي يتواصل حتى الخامس عشر من الشهر المقبل، بتنظيم من "مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج".

يعتمد الشرادي في العديد من أعماله على اللون كعنصر أساسي يشكّل تكوينها حيث تتراءى الألوان ضمن طبقات ومستويات عدّة، في تمثيل بصري لفكرة الحركة التي تأخذ تموجات دائرية أو عمودية تعكس غموضاً وعدم يقين يحاكي رحلة صوفية في البحث عن المعنى ما وراء الظاهر والمرئي والمحسوس.

تشكّل الدائرة عنصراً متكرّراً لدى الفنان المغربي المستمدّة من فلسفة التصوّف باعتبارها الجامعة للحقائق التي أودعها الخالق في كل شيء، وينجذب إليها الكائن ويتحرّك نحوها، حيث يبدأ كلّ سيئ منها وينتهي بها، وهي تدل على تلك الحياة السرمدية التي لا تتعيّن في خط أفقي متعّين، إنما تمضي بشكل دائري.

(من المعرض)
(من المعرض)

وتحيط بالدائرة في بعض الأعمال حروفيات لا يمكن قراءتها، فهي تصاغ على نحو متشابك وممحو أحياناً، أو كأنها كتابات بعضها فوق بعض وهي تتراص حول مركزها الذي يظهر نقطة بوصفها بادئة الدائرة أو أساسها، لكنها في أعمال أخرى تتشكّل من خطوط متموّجة بألوان زرقاء وبنفسجية وصفراء وبنيّة، ويخترقها ضوء يشّع من مركزها نحو الأطراف.

يقول الشرادي في تقديم المعرض "أحاول في المعرض استنهاض بعض من عوالمي الذاتية الخاصة لأسائل من خلالها الأشياء والوجود الإنساني في هذا العالم بصفة عامة، حيث إن هناك بعض الأشياء نراها بشكل ظاهري وجليّ، وأشياء أخرى باطنية لا يمكن استكشافها، بل يجب البحث والتنقيب عنها".

ويضيف "العمل الفني بشكل عام هو استمالة لخطوط القوة... إنه مثل المرآة التي نجد أنفسنا أمامها باستمرار، حيث توصنا اللوحات إلى منعطفات يعجز الفنان نفسه عن التقاطها أحياناً".
 

المساهمون