بين عامي 1890 و1915، بنى مجموعة من الأفروأميركيين الذين كانوا يقضون فترات من الحكم في السجون "جامعة كليمسون" التي كانت مخصّصة للبيض، في مزرعة جون سي كالهون فورت هيل في شمال ولاية كارولينا الجنوبية، حيث لا يزال منزل مزرعة كالهون يقع في وسط الحرم الجامعي. كانوا يجبرون على العمل بلا مقابل، وفاق عددهم 700 من بينهم أطفال بعمر 13 عاماً سرقوا بعض الطعام أو الخبز.
كان كالهون منظّراً سياسياً ومن أشدّ المدافعين عن العبودية، معتبراً أنها، بدلاً من كونها "شرًا ضروريًا"، كانت "خيرًا إيجابيًا" يعود بالفائدة على العبيد والمالكين، وكان يمتلك عشرات العبيد، لذلك كان لتأسيس جامعة في موقع المزرعة التي قامت على أكتاف العبيد معنى إضافي.
لكن ما حصل أنه ومنذ إنشاء الجامعة، لعب الأمريكيون الأفارقة دورًا محوريًا في الحفاظ على الأرض والجامعة. ومع ذلك، تمّ حذف قصصهم ومساهماتهم من تاريخ كليمسون العام.
في كتابها الصادر مؤخراً تحت عنوان "نادِ على اسمي: الأفروأميركيين في التاريخ المبكر لجامعة كليمسون" (منشورات جامعة أيوا)، تدافع الباحثة والأكاديمية رهوندا روبنسون توماس، عن توثيق قصص هؤلاء الذين بنوا الجامعة وحافظوا على لمزرعة.
الكتاب الذي صدر هذا الشهر، كان موضوع محاضرات مختلفة أقامتها توماس خلال الأشهر الماضية، وهو موضوع المحاضرة التي تلقيها افتراضياً بتنظيم من "جامعة أيوا" الأميركية عند الحادية عشرة من صباح الإثنين 30 من الشهر الجاري.
في الكتاب، تبني أستاذة الأدب، مشروعها الذي تمكنت من خلاله من إقناع الجامعة بإعادة فحص وإعادة صياغة قصة المؤسسة الكاملة والمعقدة، منذ أن كانت أرضها موضع السكان الأصليين من قبيلة شيروكي من الهنود الحمر قبل أن يستولي عليها البيض، ثم كيف تحوّلت إلى مزرعة فيها مئات العبيد، قبل أن تصبح مؤسسة للتعليم العالي.
في الجامعة، لا يوجد لوح يحمل أسماء العبيد الذين عملوا في المزرعة أو الأفروأميركيين الذين بنوها، عدا واحد فقط اسمه "سوني" ويذكره التاريخ فقط لأنه كان العبد المفضل عند كالهون.
من خلال تجميع مشاهد من التاريخ المجتمعي والمحادثات، واحتجاجات الطلاب، وإرهاب التفوق الأبيض، والحساب الشخصي والمؤسسي مع ماضي كليمسون، تساعدنا هذه القصة على فهم الرابط الذي لا ينفصم بين تاريخ وموروثات العبودية وتطوير مؤسسات التعليم العالي في أمريكا بشكل أفضل.
تقول توماس في محاضرة سابقة حول الكتاب إنها أدركت أنه "فقط ومن خلال تسمية ومشاركة قصص الأشخاص الذين كانت حياتهم وعملهم ضرورياً لوجودنا، يمكننا إنشاء قصص تاريخ مجتمعية كاملة ومعقدة حول أشخاص محددين، لتساعدنا في الحديث عن تاريخ مؤلم نتحاشاه مثل العبودية وتأجير العبيد".
حاولت توماس في السنة الأولى من تعيينها في جامعة كليمسون أن تنظّم جولات في بيت كالهون لدراسة تاريخ الرقيق الذي تدرسه، فوجدت أن هناك شائعة بين الطلاب أن من يدخل هذا البيت تصيبه لعنة ألا يتخرج من الجامعة، فأقامت جولات تحت عنوان "كسر اللعنة" وبدأ الطلبة يتجولون معها فعلاً، ولكن القائمين على البيت لم يأتوا خلال الجولة على ذكر الاستعباد وحين سألتهم توماس لماذا لا تذكرون تاريخ العبيد في هذا البيت قيل لها لأنه "مثير للجدل".
قررت توماس أن تقوم بالعكس وأن تكشف تاريخ الرقيق في هذا البيت لتكتشف أن أجدادها كانوا من بين هؤلاء العبيد، وأن والدها ووالدتها انتقلا في مرحلة مبكرة إلى ولاية أخرى، ولم يأتيا أبداً على ذكر هذه التفاصيل لها.
في الكتاب الكثير من القصص والأسماء والحكايات للأفروأميركيين وآلامهم في بناء هذه الجامعة وفي العمل في تلك المزرعة، إنها قصص منسية من قبل السود، وجرى دفنها من قبل البيض وتعيدها توماس إلى الحياة.