"مهرجان قليبية": واقع سينما الهُواة في تونس

15 اغسطس 2023
من دورة سابقة
+ الخط -

منذ تأسيسها عام 1962 في مدينة قليبية (110 كلم شرق تونس العاصمة)، سعت "الجامعة التونسية للسينمائيّين الهُواة" إلى تطوير وتنمية العمل السينمائي، كأداة تعبير واتصال جماهيري في متناول الجميع، من خلال النزوع نحو التجريب في صناعة الفيلم، وتكريس رؤية نقدية في الكتابات السينمائية، وارتبطت تلك الأهداف بشخصيات معارضة قاومت قبضة السلطة على الفنّ السابع.

قامت "الجامعة" بإنشاء مهرجان سنة 1964 يعبّر عن رؤيتها، وكانت المهمّة في تلك الفترة توسيع هامش السينما التونسية واستقلاليتها، قبل أن تتغيّر الظروف السياسية والاجتماعية وتفرض نفسها على المشروع الذي بات يُواجه عوائق مختلفة تتعلّق بهويته، وبالقدرة على الاستمرار في ظلِّ الصعوبات المالية.

مشاكل أعلنت عنها إدارة الجامعة والمهرجان خلال السنوات الماضية، وتتصدر تحديات الدورة السادسة والثلاثين من "المهرجان الدولي لفيلم الهواة" في قليبية، التي تنطلق مساء السبت المقبل وتتواصل حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري.

في تصريحاته منذ أيام، أشار مدير المهرجان عادل عبيد إلى أن الدورة الحالية هي "دورة المشاكل المادية بامتياز، وبات من الضروري اليوم البحث عن مصادر جديدة للتمويل"، وهي دعوات تتكرّر كل عام دون القدرة على إيجاد تلك المصادر الجديدة، ليبقى الاعتماد بشكل أكبر على وزارة الشؤون الثقافية، ثم بلدية المدينة.

الميزانية بلغت هذا العام حوالي 280 ألف دينار (90 ألف دولار)، ما يضطر المنظمين إلى اختصار تكاليف عديدة، وكذلك الإشراف مباشرة على معظم الورش والأنشطة المقامة، ويظّل السؤال مطروحاً حول نوعية الأفلام التي تُنتجها "الجامعة" بعد انتقادات شديدة بسبب ضعف مستوى العديد منها التي شاركت في دورات سابقة، قياساً بالأفلام التنافسة من بلدان أُخرى.

يشارك في المسابقة الدولية للمهرجان تسعة وأربعون فيلماً تمثّل حوالي ثلاثين بلداً، من بينها ستّة أفلام تونسية في المسابقة الدولية، بينما تضمّ المسابقة الوطنية ثمانية وعشرين فيلماً منها تسعة مستقلّة، وستّة من إنتاج "الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة"، واثني عشر فيلماً من أعمال المدارس والمعاهد.

وتُخصّص الدورة الحالية سلسلة ندوات لمُناقشة واقع سينما الهُواة في تونس، وحقوق الفنّانين المُستقلّين، كما تتناول أيضاً واقع السينما الفلسطينية، وغيرها من حلقات النقاش الخاصة بالأفلام المعروضة، وكذلك المنصّة الجديدة للجامعة التي تهدف إلى توثيق مُختلف الأعمال التي أنتَجها المُخرجون الناشطون في إطارها.

المساهمون