منذ عام 2011، ينتظم في مدينة بريستول (جنوب غرب بريطانيا) مهرجان مخصّص لعرض أحدث الأفلام الفلسطينية، إلى جانب جملة فعاليات موسيقية تتوزّع في فضاءات عدّة من المدينة، كما تنتقل بعض العروض إلى مدن بريطانية أخرى.
في موعده السنوي، انطلق مساء السبت الماضي "مهرجان بريستول فلسطين السينمائي" والذي تتواصل فعالياته حتى العاشر من الشهر الجاري، حيث تقام أمسية يشارك فيها شعراء من المنطقة تضامناً مع الشعب الفلسطيني.
واجهت إقامة هذه الدورة عوائق عديدة نتيجة عزوف مؤسّسات ومراكز ثقافية عن استقبال أنشطة ذات صلة بفلسطين، مع استمرار الانحياز للرواية الصهيونية في الإعلام البريطاني ولدى العديد من صنّاع القرار، حيث انسحب فضاء "أرنولفيني" من استضافة ايّة فعالية لهذا العام.
ويشير بيان المنظّمين إلى الالتزام بالهدف التأسيسي للتظاهرة "المتمثّل في عرض السينما والثقافة الفلسطينية"، مع التأكيد على إيمانهم بضرورة توفير منصّة للنقاش حولها عبر تنظيم جلسات يشارك فيها عددٌ من المخرجين الفلسطينيين.
افُتتح المهرجان بفيلم "فرحة" (2021) للمخرجة الأردنية الفلسطينية دارين سلّام، الذي يتناول قصة واقعية دارت أحداثها عام 1948، حين اضطر مختار إحدى القرى حبْس ابنته في غرفة المؤونة عند مهاجمة العصابات اليهودية على قريته، فتمضي في الغرفة أشهراً عدة تنظر من نافذة صغيرة على فظائع تلك العصابات، حتى يتسنّى لها الهروب منها والمغادرة قسراً إلى سورية.
كما عُرض أيضاً فيلم "200 متر" (2020) الذي يضيء معاناة الفلسطينيين في ظل جدار الفصل العنصري انطلاقاً من تجربةٍ عاشها مخرج الفيلم علي نايفة خلال طفولته، حيث الاضطرار للوقوف عند الحواجز الإسرائيلية وصعوبات التنقل داخل الوطن الواحد، والحصار الذي يفرض على المدن والبلدات الفلسطينية.
واشتمل حفل الافتتاح على قراءات لمجموعة من النصوص الشعرية قدّمها مغنّي الراب البريطاني كريم دينيس (المعروف بـ لوكي)، وشاركته كلّ من المخرجة الفلسطينية هند شوفاني والكاتبة الفلسطينية البريطانية سلمى الدباغ، بمناسبة مرور خمسة وسبعين عاماً على نكبة فلسطين.
من بين الأفلام المعروضة: "اليد الخضراء" (2022) للمخرجة الفلسطينية جمانة منّاع، و"غزّة" (2019) للمخرجين الأيرلنديين غاري كين وأندرو ماكونيل، وكذلك فيلم كين الذي يحمل عنوان "في ظل بيروت" (2022) وشاركه الإخراج مواطنه ستيفن جيرارد كيلي، و"المخدعون" (1972) للمخرج المصري توفيق صالح والمقتبس عن رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، وغيرها.
يُذكر أن المهرجان انطلقت فكرته عام 2007، حين زار فريق محلي لكرة القدم من بريستول فلسطين ولعب مباريات مع أندية فلسطينية، وعند عودتهم إلى بريطانيا قرّروا تأسيس تظاهرة سينمائية تهتم بفلسطين وثقافتها.