مثل معظم التظاهرات الثقافية في المغرب، تمّ تاجيل الدورة الثانية والثلاثون من "المهرجان الدولي للمسرح الجامعي" التي كان مقرّراً انعقادها في السابع من تموز/ يوليو الماضي، بسبب انتشار فيروس كورونا منذ شهور، ولم يحدّد حينها موعد آخر لانطلاقها.
مع استمرار الجائحة حتى اليوم، قرّرت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك في مدينة الدار البيضاء إقامة المهرجان افتراضياً حيث افتتح عند الخامسة من مساء أول أمس الإثنين وستتواصل عروضه حتى الأحد المقبل، السابع والعشرين من الشهر الجاري.
عُرضت في الافتتاح مسرحية "النمس" للمخرج المغربي أمين ناسور عن نص أعدّه الكاتب المسرحي عبد الإله بنهدار المقتبس من رواية رواية "هوت ماروك" للكاتب ياسين عدنان، ويتناول المشكلات التي تلاحق أبطال العمل وهم هاربون من الواقع إلى العالم الافتراضي على الشبكة العنكبوتية وبالعكس، فلكّل عالم منهما أزماته المركبة.
كما قدّمت أمس الثلاثاء فرقة "إن ثِيَتر" الإيرانية مسرحية "ماريون" للمخرج حامد أصغر زاده الذي يستند إلى قصة حقيقية عاشها المحامي جورج دانتون (1759 – 1794)، أحد قادة الثورة الفرنسية حين اتهم من قبل رفاقه بأنه يتآمر من أجل إعادة الملكية، فأعدم شنقاً في الخامسة والثلاثين من عمره.
"وقت" عنوان العرض الذي يقدّم عند السابعة من مساء اليوم الأربعاء للمخرجة المكسيكية تانيا ألفارز، ويقارب موضوع الزمن من خلال إحساس فتاة مراهقة فيه، وزوجة تفكّر بالموت بسبب معاملة زوجها الذي يخونها ويسيء إليها ويعرّضها إلى المهانة.
تنطلق الدورة الحالية تحت شعار "المسرح والحلم"، ويكرّم المنظّمون الفنانيْن ثريا جبران (1952 – 2020)، وهي التي شاركت في تأسيس عددٍ من الفرق المسرحية المغربية البارزة؛ مثل: "مسرح الشعب"، و"مسرح الفرجة"، وعبد الجبار الوزير (1928 – 2020)، الذي أدّى أدواراً في عشرات الأعمال المسرحية منها "الدار الكبيرة"، و"هبل تربح"، و"مرض النسيان"، إلى جانب الكاتب والصحافي الحسين الشعبي والممثل حميد نجاح.
تشارك عدّة عروض من المكسيك وفرنسا ولبنان وتونس وفلسطين وسورية وساحل العاج وكوريا الجنوبية وإيران وألمانيا واليونان ومقدونيا إلى جانب المغرب، كما تقام ورشة عمل بعنوان "الكتابة المسرحية والتأويل" التي ستخصص لتقنيات وأجناس وتعبيرات الكتابة المسرحية.