"مهرجان الأندلس": من قشتالة إلى تستور

10 اغسطس 2023
مسجد تستور الكبير الذي بُني في القرن 17 على الطراز الأندلسي (Getty)
+ الخط -

بدأت موجات هجرة الأندلسيين إلى شمال أفريقيا منذ القرن الثالث عشر الميلادي، لتتوالى الهجرات وصولاً إلى القرن السابع عشر، حيث أُجبرت مجموعة منهم مغادرة قشتالة وأراغون والانتقال إلى تونس التي أسّسوا فيها عام 1609 مدينةً على أنقاض حاضرة تيكيلا الرومانية الواقعة على هضبة في حوض مجردة شمالَي البلاد، سُميّت لاحقاً بتستور.

طراز العمارة وساعة المدينة والموسيقى وغيرها من الآثار الأندلسية، دفعت العديد من الباحثين إلى الاهتمام بتاريخ المدينة (70 كيلومتراً غرب تونس العاصمة)، حيث صدرت عدة دراسات تبحث في التأثيرات الأندلسية على مدار مئات السنين.

كما تُقام تظاهرات عدّة تتكى على هذا التراث، ومنها "مهرجان الأندلس" الذي تنطلق فعاليات نسخته الأُولى عند التاسعة من صباح الإثنين المقبل، وتتواصل حتى السادس عشر من الشهر الجاري، بتنظيم من "جمعية تراث تستور".

يتضمّن البرنامج تنظيم كرنفال في اليوم التالي يضمّ ستّ عربات رمزية، ويجوب ستّ ولايات ومدن وقرى تونسية تميزت بإضافات قدّمها الأندلسيون فى المعمار والزلّيج والخزف وموسيقى المالوف والموشحات واللباس والحلّي والأطعمة، كما سيجري تنظيم ورشات حيّة لمنتوجات لها خصوصية أندلسية.

يكّرم المنظّمون الباحث عبد الحليم الكوندي (1945 - 2023)، الذي شارك في مشروع إعادة تشغيل ساعة مسجد تستور التي توقّفت عن العمل بعد نحو ثلاثة قرون من إنشائها، وأصدر مؤلّفات عدّة؛ مثل "ساعة تستور تسترجع الزمن" (2015)، و"ساعة تستور الأندلسية.. تدور" (2016)، و"عندما تستيقظ تستور الأندلسية لتستعيد الزمن" (2022)، إلى جانب مقالات ومحاضرات في هذا المجال.

ويتضمن البرنامج أيضاً يوماً دراسياً يُقام في اليوم الأخير تحت عنوان "أهل الأندلس من الشتات إلى الاستقرار" يشارك فيه عدد من الباحثين والأكاديميين الذين يستعرضون حضور الأندلسيّين فى السياسة والفلاحة والصناعات اليدوية فى القرى والمدن الأندلسية؛ مثل قلعة الأندلس والرفراف ونابل وتستور والسلوقية، خلال القرون الماضية.

وعلى هامش المهرجان، يُقام معرض بعنوان "أضواء على التراث الأندلسي في البلاد التونسية"، والذي يضمّ عناصر من التراث الثقافي المادي وغير المادي متوارثة عن المورسكيّين، إضافة إلى وورشات في الرسم والخط العربي، وحفلتين في فن المالوف تقدّمهما "فرقة الشيخة" و"فرقة بدر الدين جيبس للمألوف والإنشاد التراثي".

المساهمون