عنوان
أنا تعريف ما سوف يأتي؛
يمكنك أن تُسمّيني النبوءة أيضاً.
ومعنايَ لا يكفُّ عن التغايُرِ
وكأنكم تقرؤون ما سوف يأتي بعدي:
الماضي الذي صاغَهُ المستقبلُ، والتاريخ،
والماهيّة التي تجسّدتْ بالحلم.
■ ■ ■
مَتْن
أكتب نفسي، وأحذفُ،
وأصحّحُ، وأُعيدُ الكتابة،
لدي مَطالعُ عديدة،
وقراءات عديدة.
اقرأني من الهوامش،
من الأسفل للأعلى،
ومن النهاية إلى البداية.
أنا الماء، وأنتَ الإناء.
■ ■ ■
تسطير تحت الكلمات
أنا لا أثق بانتباهك.
يمكنك التفوّق عليَّ-
بأن تسطّر خطّاً تحت الكلمات.
■ ■ ■
فاصلة
يمكنك الاستمرار دون وجودي.
لكنك تحتاجني كي أُقْنعك
بأنك سوف تستمرّ.
■ ■ ■
فاصلة منقوطة
بسَطّتُ فِراشيَ ما بين
القَطْعِ والاستمرار
من الأفضل أن تحتفظ بمسافة
حتى عن أولئك القريبين:
يجعلهم بالمجان، وأنتَ أيضاً.
■ ■ ■
أقواس
أمنع بعض الأفكار المتحمسة من الاندفاع،
أحتويها مثل يدين مغلقتين
وإلا ستلتهم المتْنَ برمّته.
"هذا يكفي"، هي رسالتي.
كما يتجاذب عاشقان أطرافَ الحديث
على جانبيّ السياج
أقف بينهما كما لو
أنني لستُ حاضراً، مع ذلك أنا ثاقب البصر..
■ ■ ■
علامة استفهام
أنا الطفل الذي يقف
في غرفة الصف.
أُحوّلُ إجاباتك إلى معضلات،
ويقينيّاتك إلى شكوك
أنا حاضرٌ هنا حتى لو
غضضتَ الطرْفَ، مزهواً،
مثل ريش الطاووس.
■ ■ ■
علامة تعجب
هناك عواطف لا ريبَ فيها
بالكادِ يمكن أن تحملها الكلمات
هناك أعاجيب لا ريب فيها
تعجز العِباراتُ عن تفسيرها:
أنا في ذلك المكان.
■ ■ ■
مسافة
لكن بالنسبة إليّ، كان يمكن أن تتداخل الكلمات
وتلتصق المعاني بعضها بالآخر
فتجعل اللغة مبهمةً.
أُوْقفُ الناسَ حيث يجب أن يتوقفوا؛
وأترك الضوءَ يتخلل الكتابة.
إنها المكان المخصص لجلوس القارئ،
بين الكلمات والجمل والفَقرات،
كي يتأمل ويفسّر:
إنها فارغة لكنها موحية.
■ ■ ■
نقطة
حبّةٌ لعسْر التنفس:
خذ نفساً، ثم تابع.
■ ■ ■
سطر ختاميّ
قد انتهى الأمر، يا صاحِ، انتهى.
أعلم أنك لن تتوقف ولكنه بالنسبة إليّ-
إليَّ، هو الموت.
* ترجمة: أحمد م. أحمد