في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، نظّمت "مؤسسة الدوحة للأفلام" في العاصمة القطرية سلسلة عروض سينمائية مُهداة إلى فلسطين تحت عنوان "أصوات فلسطينية"، إحياءً للذكرى السنوية القاتمة لوعد بلفور المشؤوم، وتتضّمن تسعة أفلام أُنتجت خلال العقدين الأخيرين.
اختارت المؤسسة في النسخة العاشرة من "ملتقى قمرة السينمائي"، التي تنطلق مساء غدٍ الجمعة في مسرح "متحف الفن الإسلامي" بالدوحة، ثمانية أفلام روائية ووثائقية طويلة حظيت بدعم منها، تتواصل عروضها حتى السادس من الشهر المقبل.
من بين الأفلام المعروضة عملان من فلسطين، الأول يقدّم يوم الافتتاح بعنوان "باي باي طبريا" (2023)، من سيناريو وإخراج لينا سويلم، والذي يروي قصة أربعة أجيال من النساء في عائلة فلسطينية، حيث الجيل الأول عاش قبل النكبة وهجّر قسراً من أرضه، بينما نساء الجيل الثاني أكملن دراستهن وعمل معظمهن في التعليم، ثم جيل ثالث تتنوّع فيه الاهتمامات وتتغيّر النظرة إلى قضايا اجتماعية عديدة مع مزيد من الاغتراب، وصولاً إلى الجيل الرابع الذي تمثّله المحرجة نفسها، كونها نصف فلسطينية ونصف جزائرية.
أما الفيلم الثاني فهو "عمل فدائي" (2024)، للمخرج كمال الجعفري الذي يعود إلى احتلال الجيش الإسرائيليّ بيروت، في صيف عام 1982، وكيف تمّت مداهمة "مركز الأبحاث الفلسطينيّ"، وتدميره، ونهب مكتبته، التي تحتوي على 25000 مجلد عن فلسطين، وتعدّ هذه المكتبة واحدة من أكبر المجموعات في العالم، حيث يناقش نهَبُ المحفوظات، والصّور، والأفلام، والوثائق، في محاولة لخلق صورة مضّادة ردًا على نهب الذّكريات.
كما تعرض في الدورة الحالية أفلام "الثلث الخالي" (2023)، للمخرج فوزي بنسعيدي، وتدور أحداثه حول صديقين قديمين يعملان في وكالة تحصيل الديون، ويتقاضيان رواتب زهيدة، لذلك يكافحان في الحياة من أجل الوفاء بالتزاماتهما المعيشية، و"جيولوجيا الافتراق" (2023)، للمخرجين يسر القاسمي وماورو مازوتشي، ويسرد عن قرب رحلات السفر عبر مناطق الهجرة غير الآمنة.
إلى جانب فيلم ""بانيل وآداما" (2023)، للمخرج راماتا تولاي سي، وتدور أحداثه في قرية نائية في شمال السنغال، حول حياة بانيل وآداما اللذين يحلمان بامتلاك منزل خاص بهما، و"عن الأعشاب الجافة" (2023)، للمخرج نوري بيلج جيلان، ويتتبع قصة ساميت، المعلم الشاب، الذي أنهى عامه الرابع من الخدمة الإلزامية في قرية نائية في شرق الأناضول، ليختتم المهرجان بفيلم "كذب أبيض" (2023)، للمخرجة أسماء المدير، وهو فيلم وثائقي طويل يبحث في أسرار عائلة من الدار البيضاء عبر سرد قصص شخصية مختلفة لكل فرد من أفراد الأسرة، لتسليط الضوء على الأحداث التاريخية.