تقف هذه الزاوية مع مترجمين عرب في مشاغلهم الترجمية وأحوال الترجمة إلى اللغة العربية اليوم. "90% من الترجمات التركية إلى العربية مشاريع خاصة بوزارة الثقافة والسياحة التركية"، يقول المترجم المصري لـ"العربي الجديد".
■ كيف بدأت حكايتك مع الترجمة؟
بدأت حكايتي مع الترجمة منذ عشر سنوات، حين عرضت عليّ دار ايتراك للنشر ترجمة بعض الروايات التركية بدعم من وزارة الثقافة والسياحة التركية، فوافقت وقمت بترجمة أربع روايات هي: "كوة الحائط" لهاقان بيتشاقجي، و"أمي بلقيس" لجوندوز وصاف، و"لمس السلطان" لهاقان يل، و"منظار إستانبول" لجول ايرب أوغلو.
■ ما هي آخر الترجمات التي نشرتها، وماذا تترجم الآن؟
آخر الترجمات التي نشرتها كتاب "حركات التمرّد والانقلابات العسكرية في الإمبراطورية العثمانية" للكاتب ايرهان أفيونجو، و"العهد" لرائد القصة التركية عمر سيف الدين وهو قيد الطبع. حالياً ليست لديّ أية مشروعات للترجمة، إذ إن بعض الناشرين تعلل بأزمة كورونا، وطلب تخفيض مقابل الترجمة الذي يدفعه، فرفضت أن أتقاضى مقابلاً أقل، وانتهى الأمر على ذلك.
■ ما هي، برأيك، أبرز العقبات في وجه المترجم العربي؟
أبرز العقبات التي تواجه المترجم العربي عدم التقدير المادي والأدبي، وبالنسبة للمترجم من التركية إلى العربية هناك عقبة كبيرة وهي عدم وجود القواميس المتخصصة.
يتقاضى الناشر الدعم بالدولار ويدفع للمترجم بالجنيه المصري
■ هناك قول بأن المترجم العربي لا يعترف بدور المحرِّر، هل ثمة من يحرّر ترجماتك بعد الانتهاء منها؟
نعم بعض المترجمين العرب لا يعترف بدور المحرر، وأنا منهم، وليس هناك من يحرّر ترجماتي بعد الانتهاء منها.
■ كيف هي علاقتك مع الناشر، ولا سيما في مسألة اختيار العناوين المترجمة؟
علاقتي مع الناشرين جيدة، إذ إنني كنت أتعامل مع أكثر من ناشر، ولكن معظم الناشرين لدينا يبحثون عن المترجم الذي يتقاضى مقابلاً أقل في الترجمة، بغض النظر عن جودة الترجمة، رغم أنهم يتقاضون مبالغ كبيرة من وزارة الثقافة والسياحة في تركيا، وهم يتقاضون الدعم المخصص لهم بالدولار وباليورو، ويدفعون للمترجم بالجنيه المصري. أما مسألة اختيار العناوين فهم الذين يقومون بتحديدها.
■ هل هناك اعتبارات سياسية لاختيارك الأعمال التي تترجمها، وإلى أي درجة تتوقف عند الطرح السياسي للمادة المترجمة أو لمواقف الكاتب السياسية؟
لا ليست هناك اعتبارات سياسية لاختياري للأعمال التي أقوم بترجمتها.
■ كيف هي علاقتك مع الكاتب الذي تترجم له؟
لا تربطني علاقة من أي نوع مع الكاتب الذي أترجم له.
■ كثيراً ما يكون المترجم العربي كاتباً، صاحب إنتاج أو صاحب أسلوب في ترجمته، كيف هي العلاقة بين الكاتب والمترجم في داخلك؟
المترجم هو كاتب أيضاً وله أسلوبه، ولكن يجب أن يكون أميناً في ترجمته.
■ كيف تنظر إلى جوائز الترجمة العربية على قلّتها؟
يجب أن تزداد قيمة جوائز الترجمة العربية، ويخصص عدد من الجوائز للترجمة عن اللغات النادرة.
■ الترجمة عربياً في الغالب مشاريع مترجمين أفراد، كيف تنظر إلى مشاريع الترجمة المؤسساتية وما الذي ينقصها برأيك؟
هي فعلاً في الغالب مشاريع مترجمين أفراد، أما عن الترجمة من التركية إلى العربية فأكثر من 90% منها مشاريع خاصة بوزارة الثقافة والسياحة التركية، إذ إنها هي التي تقدم الدعم للناشرين العرب.
■ ما هي المبادئ أو القواعد التي تسير وفقها كمترجم، وهل لك عادات معينة في الترجمة؟
قبل أن أقوم بترجمة أي كتاب أقرأه بشكل جيد للإلمام بموضوعه، وفي بعض الأحيان أرجئ مسألة اختيار العنوان حتى الانتهاء من الترجمة.
■ كتاب أو نص ندمت على ترجمته ولماذا؟
الحمد لله، لم أندم حتى الآن على كتاب أو نص قمت بترجمته؛ لأنني عندما أوافق على ترجمة الكتاب أكون مقتنعاً به تماماً.
■ ما الذي تتمناه للترجمة إلى اللغة العربية وما هو حلمك كمترجم؟
أتمنى أن تكون حركة الترجمة إلى العربية بشكل أفضل مما عليه الآن، وحلمي كمترجم أن يجد المترجم تقديراً أدبياً.
بطاقة
كاتب ومترجم وأكاديمي مصري من مواليد 1958، حصل على الدكتوراه في قسم اللغات الشرقية من كلية الآداب جامعة عين شمس. ويعمل حالياً أستاذاً متفرغاً بكلية الآداب جامعة عين شمس. صدر له ما يزيد عن خمسين كتاباً بين الترجمة والتأليف. ومن بين ترجماته في الروايات: "كوّة الحائط" لهاقان بيتشاقجي (2010)، و"لمس السلطان" لهاقان يل (2011). ومن الكتب التاريخية: "السلاطين الأوائل" لحسين جوكتشة (2016)، و"انتقام طروادة" (2018)، و"حركات التمرد والانقلابات العسكرية في الدولة العثمانية" (2020) لإيرهان أفيونجو. إلى جانب مؤلفاته حول "الشعر التركي العثماني" و"النثر التركي العثماني" و"قواعد اللغة التركية العثمانية". بالإضافة إلى وضعه عدة قواميس، مثل: "قاموس الاختصارات التركية"، و"المعجم الشامل للمصطلحات السياسية والعسكرية والمنظمات" (عربي-تركي)، و"قاموس المصطلحات القانونية" (تركي عربي-عربي تركي).