مصطفى بط.. سردٌ بصري لطقوس القرية

24 يناير 2022
(من المعرض)
+ الخط -

ظلت ملامح القرية المصرية عنصراً أساسياً في لوحات مصطفى بط منذ نهاية ستينيات القرن الماضي، والتي شكّلت لغته البصرية الخاصة في رسم مشاهد البشر والحيوانات والطيور والنباتات بأسلوب يقترب من فن الغرافيك والطباعة بطريقة الباتيك المعروفة في جنوب شرقي آسيا.

ركّز الفنان التشكيلي المصري (1943) على طابع ملحمي في نقل تفاصيل الريف ضمن معالجات لونية تنتمي إلى المدرسة التعبيرية الرمزية، وتستمد فضاءاتها الفانتازية من الفن الأفريقي والفن المصري الشعبي حيث تؤطرها رؤية تستخدم وسائط حداثوية مثل الكولاج والتجسيم وغيرهما.

يُفتتح عند السابعة من مساء غدٍ الثلاثاء في "قاعة الباب سليم" بدار الأوبرا المصرية في القاهرة معرض مصطفى بط والذي يتواصل حتى السابع من الشهر المقبل، ويضمّ أعمالاً تعكس حواراً بين الإنسان والإنسان، وبين الإنسان والطائر فتتحول الكائنات الحية إلى شخصيات أخرى.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

في قريته شبين الكوم بمحافظة المنوفية، كان يصنع الفنان في طفولته من طمي النيل تماثيل تجسّد أطفالاً غالباً، كما تعرّف آنذاك على الألوان الزيتية التي كانت تستخدم في تزيين جدران البيوت، سواء برسم مناظر طبيعية أو جداريات احتفاء بمواسم دينية وطقوس شعبية.

تنوّعت المواضيع التي قاربها بط في أعماله مثل الطبيعة في النوبة بجنوب مصر، والبيوت الطينية في الأرياف المصرية، والكائنات الحيّة التي تظهر في اللوحة وهي تطير أو تسير على قدمين بدلاً من أربعة، وغيرها من التشكيلات التي تنبع من امتزاج الخرافة بالواقع.

يشير بيان المنظّمين إلى أن الفنان يقدّم مجموعة من لوحاته التي تتميز بأسلوبه الجانح للمدرسة السريالية حيث يمزج بين الخيال والأسطورة والموروث الشعبي في تكوين يدفع إلى إثارة الحس الإنساني والإبحار به في مغامرات لها صداها الواقعي والمعرفي والجمالي، وتُعد كل لوحة قصة مكتملة تم بناؤها وفقاً لقيم تعبيرية لها دلالاتها حيث تشبه الأساطير والحكايات الشّعبية من ناحية المحتوى، ففيها أشخاص خارقون، وتفسيرات مختلفة عن طبيعة الأشياء.

يُذكر أن مصطفى بط نال بكالوريوس كلية التربية الفنية عام 1966، وأقام أوّل معارضه سنة 1968، كما عمل مدرساً للفنون لعدّة عقود، إلى جانب مشاركته في عدد من المعارض الفردية والجماعية في إسبانيا وإيطاليا إلى جانب مصر، ونشره العديد من الدراسات والمقالات في الفن التشكيلي.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون