جئتُ من مكانٍ
قَضَمتْه الفئران عدّة قضمات
كنتُ أقف في مركزه
عند نقطة تقاطع لا يجتمع فيها اثنان
ثم انزحتُ بزاوية º30
الرؤية هناك مُشوّشة
بأبخرةٍ تتصاعد من أفواه غاضبة
تلوك أخبار السياسة مثل علكٍ قديم
بلا طعم
ثمّ تعثّرتُ بساق π في يومِ نحس
وبهدوءٍ أولمبيّ صاحَ
أن ألملم قوسي وأغادر
فأنا "قليل الاحترام للدائرة وقداسة رقمها المُفدّى"
لجأتُ وأنا أدسّ دموعي في جيوبي المُقعّرة
إلى مربّع يتأمّل شجرة صنوبر تصنع زاوية قائمةً مع سطْح هضبة
سألني عن مدى فهمي لفلسفة زاوية التسعين درجة
قلتُ إنّني أحترم كلّ الزوايا بل وأعشقها
"يا أخ... الزاوية القائمة قائدةُ فرقة الزوايا الأخرى!"،
أفصحتُ عن استعدادي لأكون خطّاً مستقيماً تقوم عليه الزاوية المُبجّلة
أن أستميت من أجل أن تقوم قائمتها بين الحَضَر
ابتَسَمْ...
كان يوما مشمساً
في منظرٍ طبيعي بارد
وكنتُ في الزاوية التي تقابل شمس لوحة الأكريليك
انتهيتُ ضلعاً في إطارها
ساكناً بأدب جمّ على الجدار
لاحظتُ أنّ أفكاري المربّعة لا تكبر أبداً
تلتهم بعضها البعض
المُربّع الكبير يدوس المُربّع الصغير
لا فكرة تناطح الإطار
ترتدي جميعها زِيّاً واحداً
تؤدي التحية
لقائدة الزوايا
المُدقِّقَة في طول أحلامنا وعَرضها
في علاقتنا بالسماء
في الزاوية التي نصنعها مع الأرض حين نمتدُّ انتشاءً
كان عالمُنا المربّع
ينقصه شيءٌ ما بمذاق الأكسجين
كالأقواس التي يفتحها الشكّ
لقول جُمَل لا تُشبه غيرها.
* شاعرة ومترجمة من الجزائر