محمد خدّة.. ملصقات ثلاثة عقود

25 يونيو 2021
(محمد خدّة، 1930 - 1991)
+ الخط -

منذ معرضه الأول الذي أقامه عام 1955، تعدّدت اشتغالات محمد خدّة، الذي لم يتلق تعليماً أكاديمياً لكنه استطاع أن يطوّر أسلوبه ضمن المشهد التشكيلي في الجزائري عشية الاستقلال، ويقدّم إلى جانب رسوماته ومنحوتاته، تنظيراً نقدياً في مقالاته الصحافية، ويصمّم العديد من أغلفة الكتب ورسوماتها الداخلية، والديكور والأزياء لعدد من الأعمال المسرحية.

حتى التاسع عشر من الشهر المقبل، يتواصل معرض استعادي في "سين آرت غاليري" بالجزائر العاصمة يضيء حوالي أربعين ملصقاً نفّذها الفنان التشكيلي الجزائري (1930 - 1991)، وتستعرض أحداثاً ومحطّات مهمّة منذ الستينيات وحتى نهاية الثمانينيات.

(من المعرض)
(من المعرض)

يتزامن المعرض مع الاحتفاء بمرور ثلاثين سنة على رحيل خدّة، من خلال شكل فني قدّمه ولا يُعرف عنه الكثير، حيث لم تُجمع ملصقاته لتُعرض سوية من قبل. وتوثّق هذه الملصقات للعديد من التحولات الاقتصادية والسياسية التي عاشتها الجزائر مثل الثورة الزراعية، والحركة النقابية، والنشاطات الثقافية، ومنها أعمال مسرحية بارزة لعبد القادر علولة وكاتب ياسين وغيرهما.

وأفادت نجاة خدّة، أرمل الراحل، في تصريحات صحافية أنها قامت بنفسها بجمع واسترجاع هذه الملصقات المعروضة، وهي تؤرخ لأحداث ذات أهمية بالغة. لافتة إلى وجود ملصقات أخرى للفنان خارج الجزائر، وخاصة في فرنسا، وأن هذه الملصقات توضّح جانباً جديداً من رؤيته للرسم والتصميم الذي استخدم فيه، جرياً على تجارب سابقة، الرموز والإشارات والحروفيات.

وفي هذا السياق، أوضحت بأن كتاباً جديداً سيصدر حول تجربة خدّة وسيرة حياته، وأهم محطات الفنان الذي استلهم مواضيع جل أعماله الفنية من عناصر الثقافة الجزائرية بمختلف مكوناتها وأبعادها الحضارية والجمالية، لافتة إلى أن فكرة إنجاز المؤلف ترجع إلى سنوات عديدة، حيث أرادت من خلاله أرشفة كل أعماله، والحفاظ على ذاكرته الفنية.

الكتاب يتضمّن مزيداً من الملصقات التي نفّذ بعضها بالحبر فقط، وهي تشير في الوقت نفسه إلى كيفية تبلور الملصق بمضامينه السياسية والاجتماعية بعد الاستقلال، ضمن رؤى حداثوية لم تكن مكرّسة من قبل، كجزء من توثيق تاريخ الفن الجزائري.
 

المساهمون