مجلّة "ذا وايت ريفيو" الأدبية تُودّع قرّاءها

30 سبتمبر 2023
مؤسّسا المجلّة بينجامين إيستهام وجاك تيستارد في لقاء بلدن، 2015
+ الخط -

"على الرغم من الجهود القصوى التي بذلناها، فإنَّ الآثار المرتبطة بأزمة تكلفة المعيشة، وزيادة تكاليف الإنتاج، وانخفاض الدعم المالي والتمويل، دفعتنا جميعها إلى التوقّف عن الإصدار لمدّة زمنية غير محدّدة". بهذا البيان أعلن مجلس إدارة مجلّة "ذا وايت ريفيو" The White Review الأدبية البريطانية، عبر حسابها على منصّة "X" (تويتر سابقاً)، التوقّف عن الصدور لفترة غير محدّدة، حيث سيكون العدد رقم 33، الذي صدر صيف العام الماضي، آخر عددٍ تنشره المجلّة ورقياً؛ ما يشكّل خسارة كبيرة للأدب العالمي، سواء في الشعر أو القصّة أو الرواية، والذي عملت المجلة على نشره منذ تأسيسها عام 2011.

أفاد بيان الإدارة بأنّ سبب التوقّف عن النشر يعود بشكلٍ أساسي إلى نقص الدعم المالي وموارد التمويل، حيث تعتمد المجلّة والمؤسّسة غير الربحية، بشكل رئيسي، على تمويل "مجلس الفنون" في إنكلترا، والذي ساهم جوهرياً في ميزانيتها بين عامي 2011 و2021. لكنّ المجلس نفسه رفض ثلاثة طلبات متتالية منها في السنوات الثلاث الأخيرة، وبالتالي لم تحصل على التمويل اللازم للاستمرار في نشرها.

ولفت مجلس الأمناء، في بيانه، إلى أنَّ محرّري المجلّة الرئيسيّين روزانا ماكلولين، وإيزابيلا سكوت، وسكاي أرونداتي توماس، ستنتهي أعمالهم مع استكمال المشروع الذي يعملون عليه، بدعم من مؤسّسة "جان ميشالسكي"، حيث موّلت مشروع نشر أنطولوجيا للكتابات الجديدة في الترجمة بمبلغ عشرة آلاف جنيه أسترليني، ومن المفترض إنهاء المشروع في مارس / آذار 2024.

الصورة
غلاف العدد 33 والأخير من المجلة
غلاف العدد 33 والأخير من المجلة

وأكّد البيان أن مجلس الأمناء يشرع الآن في فترة من التشاور بشأن مستقبل المجلّة، وسيتبع ذلك إعلان قريب عن مستقبلها. ولم ينسَ البيان توجيه الشكر "لجميع العاملين في المجلّة، بما في ذلك الكتّاب والفنانّون، في الماضي والحاضر".

تأسّست المجلّة البريطانية، التي أخذت اسمها من المجلّة الباريسية "La Revue Blanche" التي كانت تصدر بين 1889 و1903، في لندن، عام 2011، بجهود كلٍّ من الكاتب والمحرّر البريطاني بينجامين إيستهام والناشر جاك تيستارد، حيث أرادا أن تكون المجلّة، التي تصدر ثلاث مرّات في العام، "منبراً لجيل جديد من الكتّاب والمبدعين للتعبير عن أنفسهم دون التقيّد بمعايير الشكل أو الموضوع أو النوع".

ساهمت في تعريف القارئ الغربي بتجارب من الشعر العربي المعاصر

وبالفعل نجحت المجلّة على مرّ عقدٍ كامل في تقديم تجارب إبداعية من مختلف بلدان العالم، حيث نشرت نصوصاً شعرية ونثرية للعديد من الكتّاب العالميّين، كما أنها لعبت دورا كبيراً في اكتشاف أسماء جديدة في عالم الشعر والقصة والكتابة الإبداعية والفنون بشكل عام.

وما إن نشرت المجلّة بيانها، حتى تفاعل جمهورٌ من الكتّاب والقرّاء والناشرين مع الخبر، معبّرين عن حزنهم وأسفهم لتوقّفها. ولربما لخّص تعليق الكاتبة البريطانية من أصل نيجيري أوتيغا أوواغبا مشاعر العديد من متابعي المجلّة عندما نشرت تغريدة على حسابها قالت فيها: "كم هو محزن التفكير في خسارة الأدب والأعمال التي لن ترى النور أبداً، لأن مجموعة الجهلة الذين يمثّلون حكومتنا لا يرون قيمة في الفنون".

المساهمون