غريبةٌ هذه الوحدة
إنها تشبه مزهرية
ترتدي قميصَ نومٍ مثيراً
تتباهى به أيّام العطلة
وتكشف ساقاً ليست لها،
ساقاً طويلة خضراء
لوردة بلاستيكية مُحملِقة
ذات رموش اصطناعية زرقاء.
غريبة هذه الوحدة
حين تغسل جدائلها المختلطة
عندَ طرف النّهر
حينها يتكثّف عطرُ زيت الخزامى
التي مسحوا بها أَذرُعَ وأقدامَ فتيات تخلّى عنهنّ العشّاق.
السَّكِينة أبداً ليست مرادفاً للوحدة
بلى، تسكُن الأشياء
لكنّها تُثرثر في الأعماق
تُفكِّر داخلَ قلبها اللّامرئي
الأشياء ليست دوماً ميتةً
لماذا لا يكون لها نبضٌ
وشرايينُ تمتدّ فوق طُرقات جسمها؟
السَّكِينة ليست مرادفاً للوحدة
بل هي وجهُها الشاحب في مرآةٍ مستديرة
في بيتٍ خشبيّ مهجور
في أغوار غابةٍ لم تغادرها بعْدُ حيواناتُها البرّية
قد يسيل السُّكونُ مثل ثلجٍ عائمٍ في قلبٍ وحيد
تحت شمسٍ ثابتة
ولكنْ أبداً ليست وحيدة.
* شاعرة من الجزائر