نقاشٌ مفتوح حول العدالة المكانية، والحقّ في المدينة والتطوير العمراني في لبنان والمنطقة، هذا ما تهدف إليه سلسلة "حوار، مدينة، ناس"، التي ينظّمها "استديو أشغال عامة" كلّ شهرين، في فضاء "منشن" بـ بيروت. حيث تُطرح في كلّ لقاء قضية متعلّقة بالشأن العام، ويُصار من خلالها إلى الربط بين البحوث والمشاريع التطبيقية، والنشاطات العمَلية، والانخراط السياسي الجَماعي.
أواخر العام الماضي، صدر عن "ورشة المعارف"، كتابٌ بعنوان "ما تبقّى: تصوُّرات نسوية بيئية"، يجمَع مقالات بحثية، وأعمالاً فنّية، ومقابلات تاريخ شفوي، عن مُمارسات وتجارب نسويّة بيئيّة تُحاول محاكاة التقاطُع بين النضال النسوي والنضال البيئي.
في هذا الإطار، تنتظم، عند الخامسة من مساء الأربعاء المُقبل، ندوةٌ جديدة من السلسلة لنقاش هذا الكتاب، وتناوُل أبرز الأفكار التي يطرحها، بعنوان "ما تبقّى من صحّتنا: كيف يستنزف النظام ثروتنا المائية".
تستعرض الندوة من خلال مفهوم النسوية البيئية تلوُّثَ نهر الليطاني، كما تتطرّق أيضاً إلى تلوّث قنوات الريّ في منطقة عكّار، وانتشار وباء الكوليرا وغيرها من الأمراض، بالإضافة إلى دراسة حالة نهر الغدير والبيئة المُحيطة به.
وتتضمّن الندوة، التي تديرها الكاتبة سارة قدّورة، ثلاثة محاور، هي: "النسوية البيئيّة وتلوّث نهر الليطاني من منظار نساء مجتمعات النهر" لأسمى الحجَل، و"التعدّيات على الثروة المائية وصحّة الناس: عكّار نموذجاً" لسعدى علوه، و"واقع حوض نهر الغدير وتأثيره على البيئة والناس" لمريم بزّي.
وصحيحٌ أنّ أربع سنوات من الانهيار الاقتصادي والسياسي في لبنان قد ضاعفت تدهور وضع الثروة المائية، لكنّ المشكلة - كما تُشير مُنظّمات الفعالية - بدأت منذ فترة بعيدة، فبدايةً من التعدِّيات على الأملاك البحرية، وصولاً إلى التجاهُل الكلِّي لقيمة الأنُهر والأجسام المائية في حياة اللبنانيّين، وخاصة حياة الجماعات التي بنَت معها علاقة اجتماعية ثقافية منذ القِدَم.
وممّا تنظر فيه المُتحدِّثات، أيضاً، أسئلة عمومية مثل: كيف تنظر المقاربات النسوية الى العلاقة بين الأجسام المائيّة والمُجتمعات البشرية حولها؟ وكيف يؤثّر التمدُّن على نوعيّة المياه وسهولة الوصول إليها أو غيابها؟ ومن هي الجماعات الأكثر تضرُّراً؟
يُشار إلى أنّ الندوة الأخيرة من هذه السلسلة، ستُعقَد افتراضياً، في السادس والعشرين من تمّوز/ يوليو الجاري، تحت عنوان "ما تبقّى من مياهنا: عن السُّدود والحركات البيئيّة".