ليس من الأسطورة

18 يونيو 2024
دخان يتصاعد بعد قصف إسرائيلي على قطاع غزّة (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الديمقراطيات في الغرب تواجه انهيارًا، نتيجة لتطورات الرأسمالية التي تقترب من نهاية طورها التاريخي، مما ينذر بمستقبل خالٍ من الحريات الحقيقية، حيث تسيطر السوق والمضاربات المالية على مصائر البشر.
- جيف بيزوس يُعتبر نموذجًا للنفوذ والثروة في عصر ما بعد الرأسمالية، حيث يُتوقع أن يظهر في المستقبل أفراد يمتلكون قوة وثروة تفوق ما تمتلكه الدول، مما يعيد تشكيل النظام العالمي والعلاقات الدولية.
- المستقبل يحمل توجهات يمينية متطرفة في الغرب، تتمثل في المضاربات والعقيدة العنصرية ضد الملوّنين، مما قد يؤدي إلى محاولات لإفناء البشرية والحفاظ على نخبة بيضاء تسيطر على موارد العالم.

ليس من الأسطورة الحديث عن انهيار الديمقراطيات في الغرب، وليس من الخطل الفكري أن نتكلّم عن انعدام مستقبلها. لقد كانت هذه نتاجَ الرأسمالية، والرأسمالية ذاتُها، كما عهدناها منذ قرون خلت، نراها اليوم وهي في أواخر طورها التاريخي.

سيكون المستقبل ما بعد رأسمالي (أي فائق التوحّش)، ولن تكون فيه ديمقراطيات، ولا حرّية حقيقية من أي نوع، خلا حرّية استفراد السوق بمصائر البشر، واكتساب المليارات، دون إنتاج سلع، بالبقاء فقط على الشاشة، في نوع من المضاربات والمقامرات تنتمي لما بعد "الرأسمالية المالية" ـ هذه التي تلفظ الآن أنفاسها.

جيف بيزوس هو نموذج اليوم، ومثالٌ على ما يمكن أن يحدث في المستقبل القادم.

ولسوف يُفرز هذا المستقبلُ غير البعيد نماذج عليا من بيزوس، بحيث يمتلك الواحد منها ما لا تمتلكه دولة، بكلّ ما فيها وما عليها من موارد وبشر وطبيعة وحيوانات.

المضاربات، وعقيدة الحرب على الملوّنين، هما عمودا المستقبل في الغرب المتّجه يميناً، فيميناً فاشيّاً. وهذا يعني تكرار المحاولات لإفناء البشرية، وتقليص أعداد وأعمار بشرِها الأحياء، كي تبقى نخبةٌ بيضاء قليلة، سيّدةَ العالم، والمتّمتعة حصرياً بموارده الفائضة.

مع هاجس أخير يتلبّسني: ماذا لو أكّدنا مع لينين أنّ الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية، وماذا لو قلنا بلا لينين إن الصهيونية أعلى مراحل الإمبريالية، الآن؟


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون