عن طريق الصدفة
قرأتُ أفكاري المنزويةَ في بلاغة البساطة
وجدتُ كلّ شيءٍ مرتّباً، كما العادة
روحي قربَ يوميّات سيلفيا
دمي منسكباً بين شلّالات الوطن
بعض بقاياي تركض
في دفتر أفكار فيلسوفٍ مقعد تماماً
قلبي قفصاً للشهداء
يعيدون كتابة قصائد مهملة.
سيلفيا الصادقةُ تماماً، المرأة الفضّية المكتئبة حدّ الثمالة، "عين إله صغير" تلوّح لي غير مَرّة. وأنا أعدّها لثلاث مرات متتاليةٍ وأفشل، لستُ صادقاً يا سيلفيا؛ لم يتركْ لي الوطنُ بعضاً من روحي، أخذوا كل شيء، وتنقصني جُرأة الفاشلين، مثلي تماماً...
وككلّ الصدف التعيسة
لملمت وصايا الشعراء،
تحت شجرة السرو الوحيدة.
لم أيأس تماماً، تركتُ كُوّةً على جملة شذريّةٍ قصيرة.
أنا امتدادٌ لظلّكِ، ليَبابك،
أنا بقاياي منّي
أنا الذي رأيتُ فيما كانوا هم يضعون جسدي المُسجّى
قربَ الشهداء،
باعوا كلّ شيء، ولم يتركوا لي حرية أن أقرّر
أيهما أنسب,..
جسدي وهو يركض في الغابة، خلفَ ظلال وصيفات الرغبة. خزّانُ الأمل الفارغ تماماً، هو أيضاً، يرقب المشاة البَررة، وهم يعيدون كتابة الجمل الموسيقية نفسها. بايعوا، كعادتهم، وبكل جُرأةٍ، الفراغ. لا أحد يراهن على العدَمِ سِواهم. لذلك ظلّوا يمرّغون الأمل في الوحل، لأنه الأنسبُ لعينَي سيلفيا ولي. معاً، هواة الموت، وفلسفة الأوتانازيا...
عندما تضيق هذه الأرض
يتّسع البياض
وتفتح اللغة فخذيها تماماً
ليس في الأمر حِسٌّ إيروتيكي
فالعالم لا يحتمل...
كلُّ ما هناك
أنّ التجّار الكبار باعوا كلّ شيء، ووضعوا أرواحنا في المزاد
والمدهش
أنّ لا أحد يشتري، لا أحد يزيد سنتاً واحداً
لذلك اخترت الشهداء
وعوّدت روحي أن تكون صادقةً تماماً
فَلي موعدٌ، غيرُ مكتملِ الملامح.
سأنزع كمّامتي وألتقي الغريب.
* شاعر وكاتب من المغرب