بدأ الأوروبيون كتاباتهم التاريخية عن فلسطين منذ أكثر من أربعمائة سنة، لكن تغيراً كبيراً حدث في هذا المجال بدءاً من نهايات القرن الثامن عشر، مع اهتمام دوائر عسكرية واستخباراتية بإرسال رحالة ومسشترقين إلى المنطقة العربية، بهدف تشكيل معرفة عنها تؤسس لاستعمارها في فترة لاحقة.
أما الكتابة التاريخية في العالم العربي، فبدأت متأخرة زمنياً، وكان تركيزها في البداية على التاريخ الحديث أكثر من العودة إلى عصور أقدم، حيث ظهرت آلاف المؤلفات شرقاً وغرباً، تُقدَّم مختارات منها في مكتبة "متحف الفن الإسلامي" بالدوحة ضمن معرض "كتب فلسطين: رحلة عبر الزمن".
المعرض الذي افتتح في الثامن من الشهر الجاري، ويتواصل حتى الحادي والثلاثين من كانون الثاني/ يناير المقبل، يضيء على أكثر الكتب التي أنتجها الأوروبيون، إلى جانب بعض المراجع والكتب العربية، في مجموعة نادرة من الكتب تستعرض أبرز معالم التاريخ الفلسطيني، وهي متوافرة للقراءة على الإنترنت.
يشير بيان المنظّمين إلى أنّ "هذا العرض الصغير يعدّ بمثابة تعبير بسيط عن دعمنا لأهلنا في فلسطين، وكمساحة مفتوحة ومريحة تتيح للجمهور فرصة إلقاء نظرة على تاريخ فلسطين وجمالها"، حيث تقدّم هذه الإصدارات لزوّار المكتبة في غرفة المطالعة.
مجموعة نادرة من الكتب حول التاريخ الفلسطيني، وهي متوفرة للقراءة على الإنترنت
وتضمّ الغرفة مجموعة كبيرة من الكتب النادرة التي يعود تاريخ أقدمها إلى عام 1615، وألّف معظم هذه الكتب رحّالة غربيون بهدف إبراز جمال الهندسة المعمارية والطبيعة والثقافة والعادات في فلسطين، مع الأخذ بالاعتبار أهدافاً أخرى تصب في متن الغايات الاستعمارية لبلدانهم.
ونظّم قسم البرامج الفنية في المتحف ورشة رسم بالألوان المائية ضمن فعاليات المعرض مستوحاة من الكتب التي تناولت تاريخ فلسطين، أدارتها الفنانة نور القصيني، حيث نفّذ المشاركون عملاً فنياً باستخدام تقنيات الرسم والتلوين المائي على الورق.
ويشتمل المعرض على كتب: "فلسطين الخلابة، وسيناء، ومصر" لتشارلز ويليام ويلسون، و"تاريخ القدس في عهد المسلمين: من 650 م إلى 1500م" لِلو سترينج. غ، و"الرملة: مدينة فلسطين الإسلامية 715-1917: دراسات في التاريخ والآثار والعمارة" لأندرو بيترسن، و"الفن الإسلامي والآثار في فلسطين" لميريام روزن أيالون، و"أوراق فلسطين: نهاية الطريق؟" لكلايتون إ. سويشر، و"حمامات فلسطين الإسلامية" لمارتن داو، و"فلسطين عبد الحميد: صور فوتوغرافية نادرة عمرها قرن من الزمان من المجموعة الخاصة للسلطان العثماني" لجاكوب م للانداو، و"فنون الشرق الأوسط، وتشمل بلاد فارس وما بين النهرين وفلسطين" لِليونارد وولي، و"موطن من روعة لا تتلاشى: أو فلسطين اليوم" لِجورج نابير ويتنغهام، و"رسائل من فلسطين من الكابتن إيه سي هاملتون، المهندسون الملكيون، إلى والدته" لِإيه سي هاملتون.
ومن أبرز المؤلفات لكتّاب وباحثين عرب: "الفن الفلسطيني 1850 - 2005" لكمال بُلّاطه، و"التطريز الفلسطيني: غرزة الفلاحي التقليدية" لوداد قعوار، و"فن التطريز الفلسطيني" لليلى الخالدي، و"التراث الثقافي الفلسطيني" لماهر الشريف.