من بين التشكيليين الأوروبيين الذين تركوا بصمتهم على مجمل الفن البصري، يحضر اسم الفنان الهولندي فنسنت فان غوخ ليس كواحدٍ من بين أسماء متعدّدة، بل باعتباره النموذج المطلق وربما الأكثر شهرة للرسّام، وهو الذي لم يعش أكثر من 37 سنةً، وترك عملاً لا يزال مؤثّراً بقوّة حتى اليوم.
وبفضل هذه المكانة، فإن استعادات التشكيل، والفنون البصرية بشكل عام، لفان غوخ لا تتوقّف: من السينما، كما فعل وودي آلين، إلى الفيديوهات المصوّرة التي تسمح لنا بـ"الانغماس" في أعماله، وصولاً إلى أعمال التجهيز التي تُعيد إنتاج بعض من أبرز المشاهد شهرةً في لوحاته.
من هذه الاستعادات ما قامت به المصوّرة البلجيكية كارين بورغوتس في معرضها "فنسنت كان هنا"، المستمرّ حتى الرابع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل في رواق ومبنى "روز آرت" في مدينة أنتويرب البلجيكية، والذي يأتي ضمن إطار مهرجان "أنتويرب فوتو".
في هذه النسخة من مشروعها الذي تعمل عليه منذ سنوات، تتقفّى كارين بورغوتس آثار التشكيلي الهولندي في مدينة أنتويرب نفسها، التي عاش فيها ثلاثة أشهر بين عامي 1885 و1886، حيث تصوّر أماكن وتفاصيل أمكن للفنان رؤيتها، كما يقول في رسائله ومذكراته، أو رسمها.
كما تستعيد المصوّرة الفوتوغرافية أغراضاً ومقتنيات أحاطت بفان غوخ في يومياته، مثل قوارير الزيت والكحول، أو الأوعية، إضافة إلى ثمار ونباتات رسمها وباتت مشهورةً (كعبّاد الشمس والليمون والعنب)، واستطاعت الفنانة الحصول على بعضٍ منها من الأماكن نفسها التي توجّه إليها الفنان الهولندي.