قبل يوم القيامة

08 يوليو 2021
دير مهجور في الجزء المحتل من نهر الأردن (Getty)
+ الخط -

ولم أكُ سعيداً أَيضاً 
ونَظْرَتي تَتَرَنَّحُ في باص الحُلم 
وآلافُ الشُّجيرات يُلوِّحن 
كأنّما يُلوِّحنَ لي 
صخرةُ الأسى التي تَتَدَحْرَجُ 
في الكوابيس
تَصيرُ فجوةَ شقاءٍ في رَغَدِ الحُلم 
(حافلةُ الحُلم الرَّغيد
هي نَفْسُها باصُ الكوابيس 
ما إِن يَتغيَّرَ السائقُ) 

■ 

باصاتٌ غريبةٌ تَذْرَعُ أَرضاً غَريبةً 
تَشقُّ شوارعَ غريبةً
تَتْرُكُ على الجانبين سابلةً غرباء
تأخذُ ظِلالهم وتتركُهُم خَلْفها 
باصاتٌ غريبةٌ 
تُلوِّحُ لها الأشجارُ في أَرضٍ غريبةٍ
ركّابٌ غرباء 
لهم أُلفةُ وهَشاشة أَهل الجنّة؛

أَنتَ الآنَ تَخْتَبِرُ السَّعادةَ في أَرضٍ غَريبة.

تَعْرِفُ سائقَ الباص والركّاب 
تَعْرِفُهُم حتّى وإِن ارتدوا أَقنعةً 
وغَيَّروا أَصواتَهم 
تَعْرِفُهُم حتّى وإِن ماتوا 
ورَجِعوا في هيئات جديدة.


باصاتٌ لا تبتعدُ كثيراً عن مُنعطفاتِ القُدس وتِلالِها
في الفَجْرِ المُمْطِرِ
باصاتٌ تَذْرَعُ الشوارعَ في مساءات "مَنْعِ التجوُّل" قَبْلَ يوم القيامة
تَذْرَعُ الشوارعَ لأَنّ بِرَكاً امتلأت بالدّم 
لأنَّ الموتى اختلطوا بالأحياء وعادوا ليَبْحَثوا عن حقائبَ 
نسوها في شاحنات الهِجرة 
أَو في "باصات الجِسر" 
أَو سَقَطَتْ 
قُرْبَ نَهْرِ "الشَّريعة" النّاحِل 
وصارت
أَنصاباً في "الغَوْر". 

 

موقف
التحديثات الحية
المساهمون