باب الألف
الإبرة
العين درب يفضي إلى طريق على جانبيها ورود وأشواك
الخيط نفخة بوق يلمّ شملاً تفرّق ونأى،
ويشتّت شملاً اتخذ الخديعة له بيتاً.
الإبرة لها حقل غيبة من خاطه فقد رفأ.
■■■
الإبريق
غرمول في فمه حلقة مَرّة، ومَرّة حامل مفاتيح الملك.
إن ضحك في وجه الشمس لمع كالسيف.
■■■
إبليس
سهو خالص، لو نام لوجدت الخليقةُ راحة كبرى.
ملك قد كفر، لا يهنأ من أمرٍ حتى تخرق حديدته.
■■■
الأبنوس
ساري يخفق في حقل ذهب.
امرأة مستلقية ببطحاء يخرج اللؤلؤ من سرّتها.
■■■
الأترجة
رحم تفيض بالنطف.
لوح يُقرأ على طهارة.
فصولٌ سنابلها خضراء صفراء تكاد أعناقها تنكسر من أثقال وأحمال.
طيبٌ فوقه طِين من فوقه طيب، يُسكر الأكوان.
■■■
الأتون
مُلكٌ ناقص أوله نار وآخره نار.
■■■
الإجارة
خديعة وهلكة.
مال ينقص بقدر وينأى بقدر.
وهي أيضا رغيف حامض تنقره الطيور.
■■■
الإجاص
في وقته غائب يلوّح بيده من قريب
وإن أخلف وقته روح على جناح طائر على سفر.
■■■
الآجام
صعاليك في وغل وصيّادون يرمون سهامهم على عجل.
■■■
الأجر
رجل عاري الصدر حاد اللّسان يبول على الطعام.
■■■
الاحتقان
هدم بيت عامر أو نبش ميت من قبره
سلخ فروة رجل صالح يسير وراء نعش ضحّاك.
■■■
الأذان
إنْ وقف على مآذن قوم صبيانهم،
حكمهم جهّالهم، وصارت أرضهم خراباً.
إن علت امرأة مئذنة قوم،
اعلم أنّ البهجة تمشي بينهم.
■■■
الأُذن
العمى أُذن تسمع.
أذن لها حرمة.
أذن لها قرط يتدلّى منه عقل شديد.
أُذن تشير إلى ولاية أمر.
أُذن تشير إلى سجّان يجلد بالسوط.
أُذن لها رائحة قرنفل.
أُذن تنفخ من أطرافها النار.
أُذن كلّها خديعة ومكر.
الاُذن واحدة موت.
من كانت عينه في أذنه، يعمى.
من أكل وسخ أذنه عاشر الغلمان.
الخاتم في الأذن عروس ورضيع يضحك.
■■■
الأرجوان
خلخال يلمع وجسد يميل ميل عود خيزران في ريح عابرة.
■■■
الأرجحة
هي أرجحة عقيدة في غربال في يوم آخره زلزلة عظيمة.
■■■
الأرز
زكائب تعب وزكائب همّ لا يقطعها مطر
ولا رقص غابة فاضت شهواتها.
■■■
الأرض
الأرض أسرار شتّى،
يصعد سكران حين تفتح أزرار فستانها.
على حصيرتها يقف ثور وحوت.
لا تبحث عن أمّ الثور ولا عن أمّ الحوت.
لا ماء في رمل الوادي.
لا كلام ينثال من جديلة عاشقة.
هي تطلب مسافراً وهو يطلب راحلة.
هي تبدّل أحوالها وهو ينثر في الوديان ثمار البلوط.
هي تسمع وترى وهو يسمع ويرى.
هي إيقاع شجىً فرحان،
وهو زفرة خميرتها تتقلّب في تنور الكون.
■■■
الإزار
بقعة دم وحجر مفلوق في برّية.
■■■
الآس
حبل ودّ ممدود من فم سحلية إلى خيشوم حوت في بحرٍ لجّي.
■■■
الاستلقاء
فم تخرج الأرغفة منه.
ملكّ كسرته سيوف أهله.
■■■
الأسطوانة
ماء، زورق يغرق من أثقال فوق أثقال.
طين لازب.
خيل في حقل شاسع ترعى العشب.
سراب في كفّ شمس.
■■■
الإسكاف
على باب كل مدينة إسكافي.
النعال لا تدخل مدن الغبار.
■■■
الاسم
كلام تضعه في جيب قميص أو
نداء حارق للفصول.
هو أيضا مرآة لقضاء الحاجات في سقيفة الزمان أو
نقطة في كفّ أعمى.
■■■
الإسهال
مسافرون يتزاحمون أمام محطة في خلاء موحش.
■■■
الأشنان
إني غسلتُ يديّ بالأشنان فلا صديق في قاعة الشاي
ولا رفيق يترفّق بالأحمال طول الطريق.
■■■
الإصبع
آفة ونقصان وخريطة بيان للصنائع والبنيان.
الأصابع صلوات والأظافر سنن.
الأصابع مال والأظافر زكاة.
الأصابع جند والأظافر سلاح.
الأصابع أيام وشهور وأعوام.
خضاب الإصبع تسبيح لا ينقطع.
■■■
الأصطرلاب
اضطراب عقيدة.
خوف يرقد جنب الرجل لا يفارقه.
■■■
الأضحية
أنت وما تقرّب.
فلاة لا نبات أخضر فيها
ولا حطب تشعل به النيران ليلاً.
■■■
الأقحوان
ابحث عنه تحت سفح جبل أو
في سهوب الفؤاد المعنّى.
لك أقحوانك ولي أقحواني.
ها نحن معاً نجلس،
خلفنا أضواء مدينة مطفأة.
لك أقحوانك ولي أقحواني،
فلا تسأل كيف غاب الهوى.
■■■
الأقط
حقول عشب طري.
أبقار ترتع مطمئنة.
شهواته شتّى.
■■■
الأكاف
خيطٌ رفأت به الريح عباءة الشجرة.
إن أغرقته في نبيذ توت وعسل
فاضت الأشجار بالأغاني.
■■■
إكليل الملك
كلما ارتفع عن التراب شبراً،
طرحت وردة بتلاتها في بيت أجنبي غريب.
كلما وطأه رجال مسلحون بسنابك خيلهم،
رقد الملك على سرير المرض وبكى نفسه وحيداً.
■■■
الالتفاتة
حنوّ وردة لكُمّها.
بصيرة تركض خلف شوقها.
تبدأ بصلاة وتذوي كما تذوي أوراق تين الخريف.
أهواء جنادب. أهواء ضباب.
أهواء عدس منشور على سطوح بيوت طين.
■■■
إلية
لا رأس بلا إلية.
لا جنّة بلا سعير.
مفلوقة كحبة خوخ.
عريانة كليلٍ في ماخور.
جناتها شتّى.
طريقها أبداً يوصل إلى نهرٍ.
■■■
الأمّ
مَن أعطى الوليد قماطه، أعطى إلى الميت قماطه.
طريق أمام كل عتبة.
فراشة حين يأخذها الوجد تلهو بالنيازك.
من أكتافها تسقط الأثقال.
من أردانها يفوح مسك القدس.
■■■
الإمام
بريد قوم لا يصل إليهم.
إن شابه شكّ رمى نشّابة في صدر سحلية أو غزالة.
اليقين بضاعته المزجاة.
■■■
الإنسان
خطوات تدخل على مهل مراياها
وأُخرى لا تدري أيّ تيه هي فيه.
محض سراب بلا راء ولا مرئي.
كم من أثر ترك على الرمل؟
كم من سجايا غرقت في حنّاء روحها؟
كم من أرواح تُركت فوق ظهور الإبل؟
■■■
انشراح
مائدة مُدّت على مهل.
نشيدٌ تتلوه الشمس وترقص حوله حجارة الأودية.
مِلْ قليلاً، سترى أنه سراب يلمع تحت قلنسوة الحاكم.
* "تعطير الأنام في تعبير المنام" كتابٌ للشاعر والفقيه والمتصوّف والعالم بالفلاحة عبد الغني النابلسي 1641 - 1731م.
** شاعر ومترجم من ليبيا