نجتمع اليوم في إشبيلية الأندلسية من مختلف البلدان والمنافي العربية لنقف عند "الشِّعر العربي اليوم"، في اليوم الثالث والثلاثين بعد المئة من حرب إبادة ترتكبها أداة الاستعمار الأقذر في المنطقة العربية، وأعني الكيان الاستعماريّ الوظيفيّ المسمّى "إسرائيل" بحقّ شعبنا العربيّ الفلسطينيّ في مدينة غزّة العريقة التي تُدمَّر معالمُها التاريخية ويُقتل إنسانُها بتوحُّشٍ ما كنّا نتخيّل أنه ممكن في القرن الواحد والعشرين، بما يعيد الإنسانية كلّها قرناً إلى الوراء، إن لم يكن قروناً. إبادةٌ هي الأولى في التاريخ التي تُبَثُّ دماءُ وأشلاءُ وصرخاتُ ضحاياها على شاشات التلفزة و"الهواتف الذكية" على مدار الليل والنهار لأشهر بلا توقّف.
لقد انتهت مذابح التاريخ التي قرأنا أخبارها منذ المغول والفرنجة في أيامٍ على الأرجح، بخلاف هذه المذبحة التي تحمل عارَ رعايتها الحكومات الشريرة المنحطّة للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وشقيقاتها المجرِمات، بتواطؤٍ مُخزٍ من أنظمة استبدادية عربية لا نحتاج كثير خيال لنرى فيها أنظمة ملوك الطوائف لحظة انحدارها، وبالطبع بدون الشَّفافية والموشَّحات والذوق وعِلْم الجَمال الذي اكتنفَ التجربةَ الأندلسية. وما دُمنا في الإبادة، فلا يفوتنا أن نتذكّر ونذكُر إبادةَ أهل الأندلس التي لم تعترف بها ولم تعتذر عنها إسبانيا الرسمية حتى اللحظة. وكلّ إبادة يُسْكَتُ عنها هي مقدّمةٌ لجرائم إبادة قادمة. وما يُسكت عنه اليوم في فلسطين هو مقدّمة لإبادات يبدو أن العالم سيشهد كثيراً منها في ظل رأسمالية استعمارية متوحّشة باتت تُشكِّلُ الحكومات على مقاسها من "رجال أعمالٍ" خلوٍ من الضمير والوعي والثقافة، حيث باتت عودة الفكر الاستعماري وإدراج الشعوب والأعراق في طبقات تراتبية في ما يخص "حقوق الإنسان" أمراً غير مستنكَر.
كلّ إبادة يُسْكَتُ عنها هي مقدّمةٌ لجرائم إبادة قادمة
هذه مقدّمةٌ لا بدَّ منها ليستقيم أيّ حديث في الشِّعر وليصبح الحديث في الشِّعر – كما هو الشِّعر نفسه - لصالح الإنسان، وشكلاً من أشكال حرّيته، بل جوهر هذه الحرية.
الهُويّة ضِدّ الهُويّة
لم أعرف أمراً أُسيء ويُساء فهمه ويُساء تقديره في علاقته مع الشِّعر مثل الهُويّة. كان الشِّعر العربيّ عبر قرنٍ من تاريخه الحديث مسرحاً لهذه التخبّطات التي أساسها سؤال "من نحن" أيّ سؤال الهُويّة.
ارتبطت الهُويّة، تاريخياً، بالقوميّات والوطنيّات وهو ارتباط يمكن فهمه لجهة ارتباط الشِّعر بلغة الجماعة وتاريخها، بل هو في المستوى الرمزي لغةُ الجماعة وصوتُها في التاريخ. وكما أن اللُّغات تحتاج إلى شعراء يَنهضون بها أو يُجدِّدونها وفي بعض الأحيان يَبتكرونها؛ فإنّ القوميّات في عصر القوميّة والوطنيّات في أزمنة الوطنيّة، احتاجت إلى شعراء تُؤسَّسُ عليهم أو بهم الهُويّات القوميّة والوطنيّة حقّاً وباطلاً، واحتاجت إليه - في سياقنا العربي – "الدولة الوطنية" لتدشين هُويّات أوطان ما بعد الاستعمار في عصر "الهُويّة الوطنية" وشعر الهُويّة الوطنية. ومن المفارقات أن نموذج "الشاعر الوطني" the national poet في السياق العربي التحرّري كان يتضمن محاكاة لنموذج الشاعر الوطني ولا سيّما في السياقات الغربية التي كان يفترض أننا نتحرّر منها. بسرعةٍ شديدة أصبح "الشِّعر الوطني" غرضاً جديداً من أغراض الشِّعر، غرضاً "جديداً" بلا جِدّة بطبيعة الحال. وصارت الهُويّة قفصاً يَتضوّر فيه نمرٌ جائعٌ يحلم بحساء العدس، هو أقرب لنمور زكريا تامر في يومها العاشر- في قصته الشهيرة "النُّمور في اليوم العاشر".
عمليةُ تجفيفٍ وتجريف للهُويّة في الشِّعر العربيّ هي أساساً عملية تجفيفٍ وتجريف سياسيّ أنتجها واقع ما بعد استعماري متحرِّر شكلياً فحسب من الاستعمار، وأنتجتها أنظمة استبدادية لا تناسبها رحابةُ وعمقُ الهُويّة العربية متعدّدة الروافد والصنّاع والشركاء. الهُويّة العربية الحضارية التي تجتمع فيها جميع هُويّات منطقتنا العربية التي ورثناها، والهُويّات الحالية التي تُشاركُنا هذه الأرض وصنعت معنا الحضارة العربية الإسلامية والشِّعر العربي. الحضارة العربية حيث "العربيةُ لسان" كما في الحديث النبويّ، بمعنى أن الهُويّة العربية مرتبطة باللغة وليس بالعِرق، وهو وعيٌّ خلّاق عمره أربعة عشر قرناً، لا نكاد نعرف له مثيلاً في أيِّ لغة أُخرى.
هل يمكن لشاعرٍ عربيّ حين يُحدّق في ذاته وتاريخه ألا يرى المكوّنات السريانية أو الكردية أو البربرية الأمازيغية، هل يستطيع ألا يرى الروافد الأرمنية والتركمانية، هل ثمة شعر عربي بدون عمقه الأفريقي وبدون متوسطيّته وبدون جواره التاريخي الفارسي والعثماني وثقافات شِبه القارّة الهندية على سبيل المثال لا الحصر؟
في مواجهة الاستعمار والتحرّر منه جرى شَططٌ سُلطوي جَفَّف وجرَّف وألغى وضيَّق آفاق الإنسان العربيّ والشاعر العربيّ. حيث يُراد للإنسان العربي أن يَصيرَ كينونةً خانعة مستهلِكة مُفرَغة من القضايا ومن شعور التضامن الذي تفرضه حتّى الهُويّة الإنسانية، ويُراد للشاعر العربيّ أن يكون في أحسن أحواله وجيهاً محلّياً على مستوى القُطر وفي حدوده، وأن يكون شبيهاً بـ"الوطن" الضيّق الذي يكتب فيه ولا يتجاوز تخومه المصطنعة. حتى حين تحين ساعة الإبادة في أرض تُدافع عن الحياة في وجه مشروع استعماري كما يحدث في غزّة فلسطين الآن، لا يجد الشاعرُ العربيُّ سوى كلمات الأسف الضعيفة مثل تلك التي يُغمغمها مواطِن عربي مغلوب على أمره ومُجرَّفة هُويّته في ممالك وجمهوريات لها شعراؤها الوطنيون وهُوياتها الوطنيّة الضيّقة الخانقة... والكاذبة في أحيان كثيرة. حيث يصير الشِّعر إما خطابةً حماسيّة سرعان ما تنطفئ وتطفئ جمهورها الناضب، وإما رطانة مترجَمة لا تَسُرُّ إنساناً ولا تُزعج مستغِلّاً، أو مستعمِراً أو مستبِداً. هل يمكن لشِعرٍ ألّا يكترث بكرامة الإنسان أو للعدالة الاجتماعية؟!
الشعر في المستوى الرمزي لغةُ الجماعة وصوتُها في التاريخ
في هذه اللحظة التي نجتمع فيها تُدمّر وتُباد واحدة من أقدم وأجمل مدن العالم ويُقتل أهلها وتصادر هُويتهم، وتترافق الإبادة بمعناها الحَرفيّ في غزّة مع محاولة الإبادة السياسية التي يتصدّى لها الشعب الفلسطيني منذ قرابة قرن؛ في لحظة الإبادة هذه يَودّ الشِّعر لو بمستطاعه أن يحتضن هُويّته العربيّة بجميع أطيافها وأحلامها وجراحها، احتضانَهُ لمئات آلاف الأطفال المتروكين في برد خيام هذا الشتاء وبرد الاستبداد وصقيع المشاريع الاستعمارية وإجرام كيانها الأقبح وعار الغرب المسمّى "إسرائيل".
لقد شكّلت لي أرض فلسطين وغِنى هويتها وغِنى إنسانها وانفتاحه على كُلِّ آخَر، ينبوعاً فتح أمامي جميع هويّاتي كإنسان يحاول بالكتابة الشِّعريّة أن يُكمل ذاته، التي ما انفك المشروع الاستعماري الغربي وأداته الصهيونية يحاولان بترها وتقييدها وتشويهها، يحاولان منع تكامُلها مع بقية جسدها العربيّ، ومع الإقليم والعالم. وقبل قرابة عقد ونصف من الزمن حاولت أن أُجيب شعرياً عن سؤال "أن تكون عربياً في أيامنا"، عبر قصيدة وضعت لها عنوان "بطاقة هُويّة" وهي تَعرِضُ هُويّتي كما كنت أعيشها وأشعرها وقتها وليست تخييلاً أدبياً كما قد يَظُنُّ قارئها، وهي على أية حال بطاقةٌ تحتاج الآن إلى مُلحقٍ إضافي لأنها منذ ذلك الحين اتسعت اتساع كل هويّةٍ محكومةٍ بالحركة.
بطاقة هُويّة
رَغْمَ أَنَّ الكرديَّ مَشْهورٌ بِقَساوةِ الرّأس ـ كما يَتَنَدَّرُ الأَصدقاء ـ إِلّا أَنّني كُنْتُ أَرقَّ مِنْ نَسْمةِ الصَّيف وأَنا أَحْتَضِنُ إِخوتي في أَربعِ جِهاتِ الأَرض.
وكُنْتُ الأَرمنيَّ الذي لَمْ يُصَدِّق الدُّموع تحت أَجفانِ ثَلْجِ التّاريخ
وهي تُغطّي المَقتولينَ والقَتَلَة،
أَكثيرٌ بَعْدَ ما حَصَل أَنْ أُسْقِط مَخطوطةَ شِعْري في الوَحْل؟
وفي جميع الأَحوال كُنْتُ سوريّاً مِنْ بيت لحم أَرفعُ مخطوطةَ أَخي الأَرمنيّ
وتُركيّاً مِنْ قونية يَدخُلُ الآن مِنْ باب دمشق.
وقَبْلَ قليلٍ وصلتُ بيادِرَ "وادي السِّيْر" واستقبَلني النَّسيمُ الذي وحدَهُ يَعرِفُ معنى أَنْ يأتيَ المَرْءُ مِنْ جِبال القَفْقاس مَصحوباً بكرامَتِه وعِظامِ أَهْلِه. وحين وطِئتُ ترابَ الجزائر لأَوّل مرَّةٍ، لَمْ أَشُكَّ للحظةٍ أَنّي لَسْتُ أَمازيغيّاً.
في كلِّ مكانٍ ذهبتُ إليه ظَنّوني عِراقيّاً
وكانَ ظنُّهم في مَكانِه.
وطالمَا حَسِبْتُ نَفْسِي مِصريّاً عاشَ وماتَ مِراراً بجانبِ النّيل مع أَسلافِهِ الأَفارِقة.
وقَبْلَ كلِّ شيء كُنْتُ آراميّاً. ولا غَرْوَ أَنَّ أَخوالي على الأَقل مِنْ بيزَنْطَة وأَنّني كُنْتُ الصَّبيَّ الحِجازيَّ الذي نَالَ حَلوى الدَّلال مِنْ صفرونيوس وعُمَر في فَتْحِ بَيْتِ المَقْدِس.
لَيْسَ مِنْ مَكانٍ قاوَمَ غُزاتَهُ إِلّا وكُنْتُ مِنْ أَهْلِهِ،
وما مِنْ إِنسانٍ حُرّ لا تَجْمَعُني به قَرابَة، وما مِنْ شَجَرةٍ أَو غَيمةٍ لَيْسَ لها أَفضالٌ عليّ.
كما أَنَّ ازدرائي للصهاينة لَنْ يَمْنَعَني مِنَ القَول إِنّني كُنْتُ يهوديّاً طُرِدَ مِنَ الأَندلس، وما زِلْتُ أَنسِجُ المَعْنى مِنْ ضَوْءِ ذلك الغُروب.
في بيتي نافِذةٌ مفتوحةٌ على اليونان وأَيقونةٌ تُشير إِلى روسيا
ورائحةُ طِيبٍ أَبديٍّ تَهُبُّ مِنَ الحِجاز
ومِرْآةٌ ما إِنْ أَقِفُ أَمامَها إِلّا وأَراني أَتَدَبَّرُ الرَّبيعَ في حدائق شيراز وأَصْفَهان وبُخارى.
وبأَقلَّ مِنْ هذا لا يَكونُ المَرْءُ عَرَبيّاً.
***
لفلسطين تاريخ طويل أقربه إلينا تاريخُها العربيّ، ونحن مدينون في الحفاظ على تنوُّع وتعدُّد هذا التاريخ للمشروع الحضاريّ العربيّ المتمثل في الفَتْحِ العُمَريّ لبيت المَقْدِس وتأسيسه التنوُّعَ واحترام الآخَر ورفضَ فكر الإبادة، وبالتالي بقاءُ المسيح في أرضه بعد اغترابه واغتراب رسالته في الغرب بتعبير هادي العلوي.
قبل سنوات وفي زيارة لغَرناطة، آخر مسارح الإبادة التي تعرّض لها الأندلسيون، وجدتُ المدينة – بعد ستّة قرون من الإبادة – مجرَّدَ قريةٍ بلون واحدٍ ودين واحدٍ ومذهبٍ واحدٍ وأُفق ضيّق واحدٍ، في مفارقة مع تاريخها العظيم الذين تشهد عليه أوابدها الرهيفة المُعْجِزة، هذه التي يشد الرحال إليها كل محبٍّ للجمال في العالم؛ كان لا بد أن أتذكّر القدس، المدينة العربيّة التي ولدتُ فيها، والتي ورغم قرنٍ من فظائع الاستعمار، ما زال في بلدتها القديمة فحسب مكانٌ لمعظم معتقدات العالم وشعوبه وألوانه وأطيافه ومشاعره. في غرناطة كتبتُ هذه القصيدة التي أودّ أن أختم بها هذه المداخلة، متذكّراً عُمَر بن الخطاب الذي دمّر عدوان الإبادة الجاري الآن - في غارتين عبر شهرين متتاليين، الثانية منهما في كانون الأول/ديسمبر الماضي - الجامع التاريخي الذي يحمل اسمه في غزة، "الجامع العُمري الكبير"، أحد أقدم الجوامع الكبرى في العالم الإسلامي، الذي بُني كمعبد روماني ثم أصبح كنيسةً ثم جامعاً ثم حُطاماً الآن، في فاتورة الأثمان الكبرى التي تدفعها فلسطين في مقاومة الاستعمار والدفاع عن حرّيات الشعوب وحرّية الإنسان في كل مكانٍ:
أَتذكَّرُ عُمَر
في هذه الأَيام التي لم يَبْقَ لنا فيها شيء
أَتذكَّرُ عُمَر
حين لم يَعرِف أَهلُ القُدس مَنِ الخليفةُ ومَنِ الخادمُ
وهما يتناوبان الرُّكوب على الجَمَلِ نَفْسِهِ
ويحلو لي أَن أَرى المُساعِدَ الفَتِيَّ يتلفَّتُ نحو أَسوار المَدينة
والخليفةُ يَسْحَبُ جَمَلَهُ ويُرخي الزِّمام ويُكَبِّرُ
أَيُّ غِبْطةٍ أَحَسَّها المُساعِدُ الصّغيرُ والخليفةُ يَخْدِمُه؟
في غرناطةَ وجدتُني أَقِفُ في المَذبحة
كان قَصْرُ الحمراءِ يقولُ كلاماً وأَصوات المُهجَّرين تقول كلاماً
مَنْ يَخلعُ الناسَ مِنْ جُذورِهِم
مَنْ يَدفعُهم مَوتاً إلى "أَرضِ العَدْوةِ"؟
فتذكّرتُ عُمَر
العربيَّ الذي يَسْحَبُ الأَفلاك بِزِمام جَمَلِهِ
وشَممتُ الروائحَ في سوقِ العَطّارين
مِثْلَ الناسِ تَتَعدّدُ وتتنوَّعُ وتتجاور
وبدونها لا يصيرُ المُرورُ في السّوقِ صَلاةً
قلتُ لنَفْسي: اشكُرْ عُمَر
فبدونه ما كنتَ لِتَقِفَ الآنَ
وما كانت القُدسُ لِتَلْتَمَّ على أَهلِها مِثْلَ زهرةٍ يَتفَتّحُ الناسُ في أَكنافِها
اشكُرِ البدويّ الذي كان يَسْحَبُ الحضارة بِزِمام جَمَلِه
اشكُرِ البدويّ الذي صَنَعَها بكلمات الضَّمير
اشكُرِ الذي فَتَحَ المَدينة ولم يُغلِقها
اشكُرِ الذي لم يُهَجِّر أَحداً ولم يَخلع أَحداً مِنْ جذوره
اشكُرْ عُمَر وهو بَعْدَ أَربعةِ عَشَرَ قَرْناً مِنْ مَوْتِهِ
ما زال يَمْنَحُ الأَمان لأَهل إيلياء
وما زال يَمْنَحُكَ الأَمان
اشكُرْهُ على مَقربةٍ مِنْ مذابح إيزابيلّا ومِنْ حريق الأَندلسيّينَ العظيم
اشكُرْه بقَلْبٍ مُنْخَطِفٍ وعينينِ باكيتين
وحاوِل أَنْ تَسْتَوقِفَهُ
وهو يَسْحَبُ الأَفلاك بِزِمامِ جَمَلِه.
* كلمة أُلقيت في مؤتمر "الشِّعر العربي اليوم" الذي عُقِدَ في مدينة إشبيلية الأندلسية بمقترح ودعوةٍ من الشاعر أدونيس وتنظيم "معهد الدراسات والأبحاث العليا" في بروكسل ومديره المفكّر الموريتاني بَدّي المرابطي، في الخامس عشر والسادس عشر من الشهر الجاري.