"فلسطين على الشاشة".. صورة البلاد في خمسة أفلام

17 ديسمبر 2023
مشهد من "الجنة الآن" لـ هاني أبو أسعد، 2005
+ الخط -

يعتمد التفاعُل الثقافي في العالَم العربي مع القضية الفلسطينية، في جزء كبير منه، اليوم، على الحقول التي تلعب فيها الصورة دوراً رئيسياً، ومن بينها السينما. هذه الحال ليست جديدة، بل امتدادٌ لأكثر من خمسة وسبعين عاماً استحوذت فيها القضية الفلسطينية على مكانة بارزة في الأعمال السينمائية العربية.

لكن صورة فلسطين، وتناول الحقوق الفلسطينية التي انتهكها الاستعمار، يبقيان مرتبطَين بالمنظور الجغرافي والثقافي الذي يتبنّاه صُنّاع الأفلام، وهذا ما يُحاول الباحث المصري وليد الخشّاب مناقشتَه في محاضرة له بعنوان "فلسطين على الشاشة: السينما والتاريخ"، تُقام عند السادسة والنصف من مساء الأربعاء المُقبل، في "دار المرايا للثقافة والفنون" بالقاهرة.

تستعرض المُحاضرة زوايا عديدة للنظر إلى فلسطين المُحتلّة وتاريخها، من خلال الانفتاح على نماذج سينمائية مختلفة؛ فلسطينية وعربية وأجنبية، وهنا، تتدوّر وجهات المُعالجة والقراءة تبعاً لاختلاف الفترة الزمنية والسياسية التي اُنتج فيها العمل.

ينطلق الخشّاب من الأفلام المصرية الكلاسيكية، مثل "فتاة من فلسطين" (1948) و"أرض السلام" (1957)، وهُما نموذجان لاكتساب فلسطين صورةَ الأرض الجريحة، ومعادلها البصري هي الفتاة المصدومة من الاحتلال، في حين تُسهم مصر في حرب التحرير، من خلال شخصية البطل الذي يتمثّل في ضابط مصري.

ثم ينتقل المُحاضِر إلى نموذج آخر من السينما الفرنسية، وهو فيلم "حنّة ك" (1983) للمُخرج كوستا غافراس والسيناريست الإيطالي فرانكو سوليناس، وهو من الأعمال التي لم تتلقّ الدعم والترويج الكبير في العالَم الغربي، لأنها قاربت القضية الفلسطينية بعيداً عن السردية الصهيونية المباشرة.

"الجنّة الآن" الذي وقّعه المُخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد عام 2005، هو العمل الذي ينفذ من خلاله الخشّاب إلى قراءة صورة فلسطين في السينما الفلسطينية المحلّية، وهو المحور الثالث في المحاضرة، حيث يُقارن بين هذا العمل، وفيلم آخر بعنوان "عرس الجليل" (1988) لميشيل خليفي، حيث تتناقض مقوّمات الصورة بين العمَلين من حيث الاستقرار والاضطراب. 

وليد الخشّاب أستاذٌ مشارك في كلّية اللغات والآداب واللسانيات في "جامعة يورك" الكندية. من مؤلّفاته: "دراسات في تعدّي النص"، و"الاقتباس: من الأدب إلى السينما: محطّات في تاريخ مشترك" (بالتعاون مع سلمى مبارك)، إلى جانب العديد من المقالات والدراسات المنشورة في دوريات عِلمية في كندا وفرنسا وغيرهما.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون