"فلسطين تكتب" تقاطعات الأدب والمقاومة والشتات

04 ديسمبر 2020
"القدس، بيتي"، سامية حلبي، فلسطين، 2014
+ الخط -

انطلقت أمس الدورة الثانية من مهرجان "فلسطين تكتب"، الذي كان من المقرر أن يقام في آذار/ مارس الماضي، وتأجل بسبب جائحة كوفيد-19، وينعقد الآن عبر الإنترنت، ويعدّ أول مهرجان أدبي في أميركا الشمالية يحتفي بالإنتاج الأدبي والفني الفلسطيني، ويجمع كتاباً وفنانين وباحثين يقرأون النصوص، ويناقشون الأدب والتقاطعات بين الثقافة والمقاومة والمجتمع الفلسطيني في الشتات.

كتبت رسالة المهرجان الروائية الفلسطينية الأميركية سوزان أبو الهوى، وقالت فيها "نحن الفلسطينيون من مجتمع عريق من أرض أسطورية، ثقافتنا غنية بالأغاني، بالتصاميم، بالأطعمة، والأدب، والفنون على اختلاف أشكالها، يمتد تراثنا إلى أعماق الماضي قبل أن يتم تشكيل التقويم الزمني، فلا عجب أن الكثير على مر التاريخ قد اشتهوا حياتنا وحاولوا تقليدها.
لم يكن الاستعمار الصهيوني لفلسطين ممكناً بدون تحريف الروايات أو كتم أصوات السكان الأصليين لدينا وسرقة قصتنا".

وأضافت "نحن من يقع على عاتقنا حماية ثقافتنا، وأن نوسع من أرض إنتاجنا الثقافي، لدعم الكتاب الناشئين وترك أدب وفن فلسطينيين لا يمكن للعالم أن يخطئهما أو يتجنبهما أو يتجاهلهما حتى عندما تُسرق الأرض نفسها من تحت أقدامنا، "فلسطين تكتب" هو جزء من هذا السعي". 

تتيح التظاهرة تسجيلات للجلسات والأمسيات بعد بثها حية بـ 48 ساعة

المهرجان يقام على مدار خمسة أيام، يختتم في السادس من الشهر الجاري، رغم أن اكتظاظه يوحي بأنه يمتد أكثر من ذلك، فهو مليء بالمحاضرات والندوات والقراءات الشعرية والسردية وورش العمل، لكن التظاهرة تتيح تسجيلات للجلسات والأمسيات بعد بثها حية بـ 48 ساعة، أي أننا أمام شكل جديد من المهرجانات، يمكن أن يتابعها المهتم في أي وقت شاء. 

الافتتاح كان بمحاضرة للكاتبة غادة الكرمي، تناولت فيها كتاباتها، وأبرزها مذكراتها "بحثاً عن فاطمة: قصة فلسطين" (2002) و"النزوح الفلسطيني 1948-1998" (1999)، و"متزوجة من رجل آخر: معضلة إسرائيل في فلسطين".

من المواضيع الأساسية التي يدرجها برنامج المهرجان للمناقشة في ندواته الافتراضية، الأدب في زمن المحو، والتطبيع في السياق الثقافي، والسينما الفلسطينية، وإعادة كتابة العالم، والطبيعة في المستوطنات الاستعمارية، والحياتان المتوازيتان لغسان كنفاني وجيمس بالدوين، وثمن التضامن، والكويرية الفلسطينية، والتفكك والنفور الثقافي والسيادة على الطعام وغيرها من المواضيع.

يضم البرنامج ندوة تتناول الحياتين المتوازيتين لغسان كنفاني وجيمس بالدوين

أما المشاركون فهم أكثر من مئة مشارك ما بين شعراء وروائيين وباحثين وفنانين تشكيليين وناشطين حقوقيين من داخل فلسطين وبلدان الشتات داخل وخارج العالم العربي ممن ينتمون إلى أجيال مختلفة، منهم محمود شقير، وأحلام بشارات، وسامية حلبي، وإبراهيم نصر الله، وحنان عشراوي، ونتالي حنظل، وسوزان أبو الهوى، ومي المصري، وملك مطر، وابتسام عازم.

يحضر أيضاً مشاركون مناصرون للقضية الفلسطينية من جنسيات مختلفة مثل أنجيلا ديفيس وريتشارد فولك وروبن كيلي ورايان بيرس ومارك لامونت هيل وآخرين. 

ينقسم برنامج المهرجان بين الجانب المتعلق بالأدب والكتابة، وآخر مخصص للأطفال يضم قراءات للقصص الشعبية العربية الموجهة للأطفال وتعليم رقص الدبكة، وكذلك تفرد التظاهرة قسماً للمطبخ الفلسطيني، إلى جانب ورش عمل حول الرواية الغرافيكية والتطريز.

المساهمون