فريد بلكاهية.. استعادة باريسية جديدة

10 فبراير 2021
(من المعرض)
+ الخط -

تأسّست تجربة فريد بلكاهية على ثيمة أساسية تتعلّق بالاحتفاء بتاريخ المغرب وثقافاته المتعدّدة ما قبل الاستعمار، عبر العودة إلى الرموز الأمازيغية والتراث الأفريقي (إشارات تيفيناغ وأنماط السجاد الأمازيغي والوشم)، وتوظيف عناصر مستمّدة من الفنون الشعبية وفق رؤية حداثوية.

قدّم الفنان المغربي (1924 – 2014) تجريبه على أكثر من مستوى، أولها يتمثّل بالمواضيع التي تناولها في أعماله وتعكس العمق الحضاري لبلاده، وثانيها يستند إلى تنوّع الخامات التي استعملها وجميعها مستمّدة من البيئة المغربية التي عمل فيها.

احتفى بتاريخ المغرب وثقافاته المتعدّدة ما قبل الاستعمار

انطلق اليوم الأربعاء في "غاليري فنون الغرافيك" التايع لـ "مركز بوميدو" بباريس معرضاً استعادياً لفريد بلكاهية، ويتواصل حتى الحادي والعشرين من حزيران/ يونيو المقبل، مضيئاً على "أحد مؤسسي الحداثة الفنية المغربية، والعربية عموماً"، بحسب بيان المنظّمين.

يتناول المعرض مرحلتين أساسيتين؛ الأولى تغطيّ بداياته منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي حيث تلقّى تكوينه الأكاديمي في "المدرسة الوطنية العليا للفنون الحديثة" بالعاصمة الفرنسية، ثم انتقل إلى براغ وأمضى فيها ثلاثة أعوام درس خلالها التصوير السينمائي في أكاديمية المسرح.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

وفي المرحلة الثانية التي بدأت منذ عودته إلى الدار البيضاء عام 1962، وتأسيس مرسمه هناك، تمّ اختيار أعمال تجسّد فضاءات متنوّعة من اشتغالاته، حيث رسم بالألوان الزيتية ومنها انتقل إلى فن الطرق على النحاس فعمل على تطويعه ضمن أبعاد متعدّدة. ومنذ منتصف السبعينيات، قدّم أعماله التي صنّعها من جلد الماعز  مستعيداً طرقاً تقليدية لاسيما في مدّه فوق أشكالٍ مُعدة مسبقاً وصباغته بصبغات الجلد الطبيعية كالحناء.

بلكاهية الذي تولى إدارة "مدرسة الفنون الجميلة" في الدار البيضاء حتى سنة 1974، كان منفتحاً على طلّابه ما ترك تأثيراً ملموساً في أجيال لاحقة من الفنانين المغاربة، حيث يشير بيان المعرض الذي يقام بالتعاون مع "مؤسسة فريد بلكاهية" في مراكش، إلى أنه "حصل على مكانته الأساسية في تاريخ الفن من خلاله أعماله الجلدية تحديداً".

ويوضح البيان كيف أن بلكاهية استطاع أن "يغير منهجية التدريس جذرياً من خلال السعي لإعادة ربط الحداثة الفنية بالتقاليد العامية والحرف القديمة التي تعاملت معها النظرة الاستعمارية بتعالٍ من خلال إقصائها بوصفها جزاً من الممارسات الفولكلورية المتواضعة".

 

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون