أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية، عبر حسابها على فيسبوك، التقرير الشهري الثالث الذي يرصد ما تعرّض له القطاع الثقافي الفلسطيني في غزّة، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمرّ منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر.
ورصدت الوزارة خلال التقرير، الذي مسح الفترة بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر و7 كانون الثاني/ يناير، ما تعرّض له القطاع الثقافي من تدميرٍ واعتداءات طاولت الممتلكات الثقافية، حيث فقد المشهد الثقافي العديد من المبدعين في مختلف المجالات، بينهم 41 شهيداً، من بينهم 4 أطفال، وتضرّر 24 مركزاً ثقافياً بشكل كلّي أو جزئي، كما تضرّر حوالي 195 مبنى تاريخيّاً، منها 10 مساجد وكنائس، وتضرّرت 8 دور نشر ومطابع، و3 استوديوهات وشركات إنتاج إعلامي وفنّي.
وشمل التقرير نبذة عن حياة شُهداء القطاع، وعن الأماكن المستهدفة من قبل طائرات الاحتلال وهي أماكن تاريخية ومسيحية وإسلامية ومراكز ثقافية كان لها أثر كبير في المشهد الثقافي الفلسطيني في قطاع غزّة.
ومن شهداء القطاع الثقافي والفنّي الذين ذكرهم التقرير: عازفة الكمان لبنى عليان (15 عاماً)، والإعلامي بلال جاد الله (45 عاماً)، والمصوّر مروان ترزي، والمؤدّية المسرحية تالا بعلوشة (17 عاماً)، والتشكيلي ثائر الطويل (43 عاماً)، والصحافي عبد الله العقاد، والكاتب والباحث عبد الكريم الحشاش (76 عاماً)، والباحث جهاد المصري (60 عاماً)، والحقوقي سعيد الدهشان، والفنان طارق ضبّان، والمعلّمة والناشطة الاجتماعية إلهام فرح (84 عاماً)، والفنان محمد السلك، والصحافي والمخرج سميح النادي، والفنّان عاهد أبو حامدة (24 عاماً)، والمسرحي محمد زقزوق خطاب، والفنّان غازي طالب، والشاعر والأكاديمي رفعت العرعير، والمصوّر والناقد الفنّي سامر أبو دقة، والشاعر سليم النفّار، والمؤرّخ ناصر جربوع اليافاوي، الكاتب الشابّ نور الدين حجّاج.
ومن المراكز والمؤسسات الثقافية التي تعرّضت للتدمير الكلي أو الجزئي، ووردت في التقرير: "دار الشباب للثقافة والتنمية"، و"الاتحاد العام للمراكز الثقافية"، و"مؤسسة السنونو للفنون والثقافة"، و"جمعية ميلاد لتنمية القدرات الشابّة"، و"الجمعية الفلسطينية للتنمية وحماية التراث"، و"قرية الفنون والحِرَف"، و"جمعية وداد للتأهيل المجتمعي"، و"غاليري التقاء للفنون البصرية المعاصرة"، و"معهد كنعان التربوي"، و"مسرح بذور"، ومقرّ "الاتحاد العام للفنّانين الفلسطينيّين"، و"جمعية الشبّان المسيحية، و"مسرح هولست"، و"مؤسسة أيام المسرح".
أمّا عن المواقع الأثرية والبيوت التاريخية والكنائس والجوامع التي استهدفها العدوان الصهيوني، فأورد التقرير منها: "كنيسة جباليا البيزنطية"، و"تل السكن"، و"تل المنطار التاريخي"، و"مقام الخضر"، و"تل العجول"، و"تل رفح الأثري"، و"المسجد العمري الكبير"، و"مسجد السيد هاشم"، و"كنيسة القديس برفيريوس"، و"مدرسة الكمالية"، و"سيباط العلمي"، و"حمّام السمرة التاريخي"، و"سوق الزاوية".
كما يوثّق التقرير لاستشهاد 108 صحافيّين منذ بداية العدوان، في حين وثّق تقرير الشهر الثاني لـ 75 شهيداً صحافيين، أي أن "إسرائيل" قد قتلت في الشهر الثالث فقط من العدوان 33 صحافياً، ما يجعل حرب الإبادة المفتوحة هذه الأكثر دموية ووحشية على القطاع الإعلامي برمّته.
وختم التقرير بأن "ما تعرّض له القطاع الثقافي في غزّة خلال الشهور الثلاثة السابقة للحرب، يترك المجتمع الدولي والمنظّمات العاملة في قطاع التراث أمام مسؤوليات جسيمة، من أجل حماية المواقع الأثرية والمتاحف والمباني التاريخية، ضمن حدود واجباتها في قوانين إنشائها، وهي المسؤوليات التي لم تقم بها حتى اللحظة".